للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَلَوْ أَرَدْتَ أَنَّهُ يَنْقَطِعُ إِذَا انْقَطَعُوا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي هَذَا الْقَوْلِ فَضْلٌ عَلَى غَيْرِهِ، وَلَا وَجَبت لَهُ بِهِ بِهِ مَدْحَةٌ.

وَقَدْ جَاءَ مِثْلُ هَذَا بِعَيْنِهِ فِي الشِّعْرِ الْمَنْسُوبِ إِلَى بن أُخْتِ تَأَبَّطَ شَرًّا، وَيُقَالُ: إِنَّهُ لِخَلَفٍ الْأَحْمَرِ:

صَلِيَتْ مِنِّي هُذَيْلُ بِخِرْقٍ١ ... لَا يَمَلُّ الشَّرَّ حَتَّى يَمَلُّوا

لَمْ يُرِدْ أَنَّهُ يَمَلُّ الشَّرَّ إِذَا مَلُّوهُ.

وَلَوْ أَرَادَ ذَلِكَ، مَا كَانَ فِيهِ مَدْحٌ لَهُ؛ لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَتِهِمْ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُمْ يَمَلُّونَ الشَّرَّ، وَهُوَ لَا يمله.

"تمّ الْكتاب بِحَمْد الله وعونه"


١ خرق: شُجَاع.
يَقُول: إِن هذيلًا قاست الشدائد من شُجَاع قريب مِنْهُ لَا يسأم حَتَّى يجد السَّآمَة من أعدائه.

<<  <   >  >>