للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القدم، والحمار: المرتفع من ظهر القدم، وجمعه: عرشه وأعراش"١.

وقال ابن الأعرابي: "ظهر القدم: العرش، وباطنه: الأخمص"٢.

قلت: ومن المعلوم أن معرفة كل معنى من تلك المعاني إنما يتحدد بحسب ما أضيف إلى الكلمة، والمعنى المقصود في عرش الرحمن من تلك المعاني السابقة، هو سرير الملك، ذلك لأن النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة قد جاءت معينة لهذا المعنى وحده دون غيره من المعاني، وهذا ما سيأتي بيانه.

أما زعم الجهمية بأن معنى العرش في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه ٥] ، يحتمل عدة معاني، فلا يُعرف أي هذه المعاني هو المراد؟

فقد أجاب عنه ابن القيم بقوله: "هذا تلبيس منك على الجهال، وكذب ظاهر، فإنه ليس لعرش الرحمن الذي استوى عليه إلا معنى واحد، وإن كان للعرش من حيث الجملة عدة معانٍ، فاللام للعهد وقد صار بها العرش معيناً، وهو عرش الرب تعالى الذي هو سرير ملكه، التي اتفقت عليه الرسل، وأقرت به الأمم، إلا من نابذ الرسل ... "٣.


١ كتاب العين (١/٢٩٣) .
٢ لسان العرب (٤/٢٨٨٢) .
٣ مختصر الصواعق المرسلة (١/١٧-١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>