للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد ابن جفنة وابن هاتك عرشه ... والحارثين يؤمنون فلاحا

وأراد بهاتك عرش ابن جفنة سالب ملكه، فصح بهذا تأويل العرش على الملك في آية الاستواء على ما بيناه"١.

الرد عليهم:

ما ذهب إليه هؤلاء المخالفون من تفسير معنى العرش الوارد في الآيات بمعنى الملك، إنما هو تأويل باطلٌ، وصرف للفظ عن معناه إلى معنى آخر لا يحتمله.

والمتأمل لهذا القول يرى ما فيه من التلبيس والمخالفة.

فقد سبق أن ذكرنا في المبحث اللغوي لكلمة (عرش) ، أن لهذه الكلمة عدة معاني في اللغة العربية، ومن المعلوم أن معرفة المعنى المراد من تلك المعاني لهذه الكلمة أو غيرها، إنما يتحدد بحسب سياق الكلمة وبحسب ما أضيفت إليه. وليس في سياق الآيات ما يثبت صحة ما ذهبوا إليه، كما أن ما استدل به هؤلاء المخالفون من الأبيات الشعرية ليس إلا دليلا على أن الملك هو من المعاني اللغوية لكلمة (عرش) ، وهذا أمر لا خلاف فيه.

وهذا الاستدلال يماثل ما لو استدللنا على أن من معاني كلمة


١ أصول الدين (ص١١٢) .
وانظر أيضاً التفسير الكبير للرازي (١٤/١١٥) ، وروح المعاني (١١/٦٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>