للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا} ١.

يعني: أظن موسى كاذباًَ أن إلهه٢ في السماء، ولو لم يكن موسى عليه السلام يدعوه إلى إله في السماء لما قال هذا؛ إذ لو كان موسى قال له: إن الإله٣ الذي أدعوك إليه، ليس في السماء، لكان هذا القول من فروعون عبثاً، ولكان بناؤه القصر جنوناً٤.٥


١ الآيتان ٣٦-٣٧ من سورة غافر.
٢ في (ج) "الله".
٣ في (ب) "إلا إله"، وفي (ج) "الله".
٤ انظر في هذه المسألة مجموع الفتاوى (٥/١٧٢-١٧٣) .وأعلام الموقعين لابن القيم (٢/٣٠٢) .
٥ التعليق: ما ذكره المصنف هنا من الآيات الدالة على إثبات العلو هو بمثابة الإرشادات وإلا فالقرآن مليء بالأدلة على إثبات صفة العلو.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وصف الله نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، بالعلو والاستيلاء على العرش والفوقية في كتابه في آيات كثيرة، حتى قال بعض أكابر أصحاب الشافعي: "في القرآن ألف دليل أو أزيد تدل على أن الله عال على الخلق، وأنه فوق عباده"، وقال غيره: "فيه ثلاثمائة دليل تدل على ذلك" اهـ. مجموع الفتاوى (٥/٢٢٦) .
فالقرآن الكريم من أوله إلى آخره مليء بما هو إما نص ظاهر في أن الله فوق كل شيء، وأنه عال على خلقه ومستو على عرشه، وقد تنوعت تلك الدلالات، فوردت بأصناف من العبارات.

<<  <  ج: ص:  >  >>