للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب- ولأنه إذا سمي بهذه الأسماء فهي مما يسمى به غيره. والله منزه عن مشابهة الغير١.

فهؤلاء المعطلة المحضة -نفاة الأسماء- يسمون من سمى الله بأسمائه الحسنى مشبهاً. فيقولون: إذا قلنا حي عليم فقد شبهناه بغيره من الأحياء العالمين وكذلك إذا قلنا هو سميع بصير فقد شبهناه بالإنسان السميع البصير، وإذا قلنا رؤوف رحيم فقد شبهناه بالنبي الرؤوف الرحيم، بل قالوا إذا قلنا موجود فقد شبهناه بسائر الموجودات لاشتراكهما في مسمى الوجود٢.

وهذا المسلك ينسب لجهم بن صفوان، قال شيخ الإسلام

ابن تيمية: " جهم كان ينكر أسماء الله تعالى فلا يسميه شيئاً لا حيا ولا غير ذلك إلا على سبيل المجاز "٣ وهو قول الباطنية من الفلاسفة والقرامطة فهم يقولون لا نسميه حيًّا ولا عالماً ولا قادراً ولا متكلماً إلا مجازاً بمعنى السلب والإضافة: أي هو ليس بجاهل ولا عاجز٤ وهذا


١ انظر مجموع الفتاوى (٦/٣٥، ٣/١٠٠) ، ودرء تعارض العقل والنقل (٣/٣٦٧) ، وكتاب الصفدية (١/٨٨-٨٩، ٩٦-٩٧) .
٢ منهاج السنة (٢/٥٢٣، ٥٣٤) .
٣ مجموع الفتاوى (١٢/٣١١) .
٤ مجموع الفتاوى (٥/٣٥٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>