ففيم تسوم مثلي أن يولي ... ويجعل في يديك النفس قسرا
نصحتك فالتمس يأويك غيري ... طعاماً إنَّ لحمي كانَ مرا
فلما ظنّ أنّ الغشَّ قولي ... وخالفني كأني قلت هجرا
مشى ومشيت من أسدين راما ... مراماً كان إذْ طلباه وعرا
هززت له الحسام فخلتُ أني ... هززت به لدى الظلماء فجرا
فخر مضرجاً بدم كأني ... هدمتُ به بناءً مشمخرا
وجدت له بجائشةٍ رآها ... لما كذبته ما منته غدرا
وقلت له يعزَّ عليّ أني ... قتلتُ مناسبي جلداً وقهرا
ولكن رمتُ شيئاً لم يرمه ... سواك فلم أطقْ يا ليثُ صبرا
تُحاول أن تعلمني فراراً ... لعمرُ أبي لقد حاولت نكرا
فلا تجزع فقد لاقيت حراً ... يحاذر أن يعاب فمتَّ حرا
قال الزبير بن بكار:
اصبر فكل فتىً لا بد مخترم ... والموتُ أيسر مما أملت جشمُ
الموتُ أيسر من إعطاء منقصة ... إن لم تمتْ عبطة فالغاية الهرمُ
قال أبو داود:
كم ربعنا من خميس جحفل ... وقتلنا من رئيس منتخل
فأسألوا عنا إذا الحيَّ شتوا ... وسلوا عنا إذا البأس نزل
قال ابن هرمة:
إذا قيلَ أي فتىً تعلمونَ ... أهشَّ إلى الطعن بالذابلِ
وأضربَ للهام يوم الوغى ... وأطعم في الزمن الماحلِ
أشارتْ إليك أكف العباد ... إشارة غرقي إلى الساحل
قال آخر:
وقوفك تحت ظلال السيوف ... أقرَّ الخلافة في دارها
كأنك مطلع في القلوب ... إذا ما تناجتْ بأسرارها
وفي راحتيك السدى والندى ... وكلتاهما طوعُ ممتارها
وأقضية الله محتومةٌ ... وأنت منفذ مقدارها
قال الأعور الشني:
إنا نعفُ ونقري الشحم نازلنا ... إذْ لم نجد في بيوت القوم أمثالا
ونضرب الكبش مخضراً كتائبه ... ضرباً على سكنات إلهام صلصالا
فإنْ تصب سادةٌ منا فإنَّ لنا ... بيضاً مساميح يوم الروع أبطالا
هم يمنعون نساءَ الحي إن بكرتْ ... خيلاً تجرُّ مذرَّ الشمس إرسالا
قال معقل بن عامر الأسدي:
ويوم كأنَّ المصطلين بحره ... وإنْ لم تكن جمرٌ وقوف على جمر
صبرنا له حتى تجلى وإنما ... تفرجُ أيامُ الكريهة بالصبر
قال غيره:
قليلُ الأذى إلا عن القرن في الوغى ... كثير الأيادي واسع الذرع بالفضلِ
ويحلم ما لم يحلب الحلم ذلة ... ونجهل إن شدتْ قوى الحلم بالجهلِ
قال نهيك بن أساف الحارثي:
ومنْ مارس الأهوالَ في طلب الغنا ... يعشْ مثرياً أو يود فيما يمارسُ
وفتيان صدق قد حرستُ من الردى ... وليس لمن لم يحرس الله حارس
قال المرقش الأكبر:
هلا سألتَ بنا فوارس وائل ... فلنحنُ أسرعها إلى أعدائها
ولنحن أكثرها إذا عدّ الحصى ... ولنا سوابقها ومجد لوائها
قال شبيب بن البرصاء:
تبين أدبار الأمور إذا مضتْ ... وتقبل أشباهاً عليك صدورها
ولا خير في العيدانِ إلا صلابها ... ولا ناهضات الطير إلا صقورها
قال عبد الله بن ظبيان:
يرى مصعبٌ إني تناسيتُ نائياً ... وبئس لعمر الله ما ظنَّ مصعبُ
ووالله ما أنساهُ ما ذرَّ شارقٌ ... وما لاح في داج من الليل كوكبُ
أأرفع رأسي وسطَ بكر بن وائلِ ... ولم أردِ سيفي من دم يتصببُ
قال المساور بن هند:
وأصبحتُ مثل السيف أخلقَ جفنه ... تقادمُ عهد القين وهو حديدُ
ألم تعلموا يا عبس لو تشكرونني ... إذا ألتفت الذواد كيف أذود
ألم تعلموا أني ضحوك إليكم ... وعند شديدات الأمور شديد
قال آخر:
أنسسلم مولانا ولم تجر خيلنا ... إلى خيلهم حتى يضرجها الدم
شهدنا وجربنا أموراً كثيرة ... ولا تحقرن علم أمرء هو أقدم
قال كردم:
هم المطعمون سديف العشار ... والشحم في الليل البارده
وهم يكسرون صدور الرَّما ... ح والخيلُ مطرودة طاردة
قال آخر هو وعلة الجزي كما في الوجنات والسمط:
ما بالُ من أسعى لأجبر كسره ... حفاظاً ويبغي من سفاهته كسري
أعودُ على ذي الذنب والجهل منهم ... بحلمي ولو عاقبتُ غرقهم بحري