فأنفذ من مسِّ الحديد ونصله ... أبا وائلٍ والدهر أجدعُ صاعرُ
وآبَ ورأسُ القرمطي أمامهُ ... له جسدٌ من أكعبِ الرمح ضامرُ
قال أيضاً:
ألا منْ مبلغٌ سرواتِ قومي ... وسيفَ الدولة الملكَ الهماما
بأني لم أدع فتيات قومي ... إذا حدثنَ جمجمنَ الكلاما
شريتُ ثناءَهنَّ ببذلِ نفسي ... ونار الحربِ تضطرمُ اضطراما
ولمَّا لم أجد لاَّ فراراً ... أشدَّ من المنية أو حماما
حملتُ على ورودِ الموتِ نفسي ... وقلتُ لصحبتي موتوا كراما
قال أيضاً:
ولما أن طغتْ سفهاءُ قوم ... فتحنا بينها للحربِ بابا
منحناها الحرائبَ غيرَ أنا ... إذا جارتْ منحناها الحرابا
ولما ثارَ سيف الدين ثرنا ... كما هيجتَ آساداً غضابا
دعانا والأسنةُ مشرعاتٌ ... وكنا عند دعوته الجوابا
صنائعُ فاقَ صانعها ففاقتْ ... وغرسٌ طابَ غارسهُ فطابا
وكنا كالسهام إذا أصابتْ ... مراميها، فراميها أصابا
قال أيضاً:
وتدعو كريماً من يجودُ بماله ... ومن يبذل النفسَ الكريمة أكرمُ
إذا لم يكن ينجي فرارٌ من الردى ... على حالة فالصبر أرجى وأحزمُ
لعمري لقد أعذرتَ لو أنَّ مسعداً ... وقدمتَ لو أنَّ الكتائب تقدمُ
ومالكَ لا تلقى بمهجتكَ القنا ... وأنت من القوم الذين هم همُ
طلبتكَ حتى لم أجد لك مطلباً ... وأقدمتُ حتى قلَّ من يتقدمُ
وما قعدتْ بي عن لحاقكَ علةٌ ... ولكنْ قضاءٌ فاتني فيكَ مبرمُ
يسوموننا فيكَ الفداء وإننا ... لنرجوك قسراً، والمعاطسُ ترغمُ
سنضربهم ما دامَ للسيف قاطعٌ ... ونطعنهم ما دام للرمح لهدمُ
فإنْ ترغبوا في الصلحِ فالصلحُ صالحٌ ... وإنْ تجنحوا للسلم فالسلم أسلمُ
وإني لجرارٌ لكلَّ كتيبةٍ ... معودةٍ ألاَّ يخل بها قصرُ
وإني لنزالٌ بكلَّ مخوفةٍ ... كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ
وأصدأ حتى ترتوي البيض والقنا ... وأسغبُ حتى يشبع الذئب والنسرُ
ويا ربَّ دارٍ، لم تخفني منيعةٍ ... طلعتُ عليها بالردى أنا والفجرُ
وحي رددتُ الخيل حتى ملكتهُ ... هزيماً وردتني البراقع والخمرُ
وساحبةِ الأذيال نحوي لقيتها ... فلم يلقها جافي اللقاء ولا وعرُ
رددت لها ما حازهُ الجيشُ كله ... وأبتُ ولم يكشفْ لأبياتها سترُ
وما حاجتي في المال أبغي وفورهُ ... إذا لم أفر عرضي فلا وفر الوفرُ
قال أيضاً:
بأطراف...... الطوالِ ... تفردْ بأوساط المعالي
وما تحلو مجاني العز يوماً ... إذا لم تجنها سمرُ العوالي
ممالكنا مكاسبنا إذا ما ... توارثها رجالٌ عن رجالِ
علينا أنْ نعاودَ كلَّ يوم ... رخيصٍ عنده المهج الغوالي
فإنْ عشنا ذخرناها لأخرى ... وإنْ متنا فموتاتُ الرجال
ومن عرف الحروبَ ومارسته ... أطابَ النفس بالحربِ السجالِ
إذا لم تمسِ لي نارٌ بأرض ... أبيتُ لنار غيري غيرَ صالِ
قال أيضاً:
ألم ترنا أعزَّ الناسِ جاراً ... وأمرعهمُ وأمنعهمُ جنابا
لنا الجبلُ المطلُّ على نزار ... حللنا النجدَ منه والهضابا
يفضلنا الأنامُ ولا نحاشي ... ونوصفُ بالجميلِ ولا نحابى
وقد علمتْ ربيعةُ بل نزارٌ ... بأنا الرأس والناسُ الذنابى
قال أيضاً:
وما المرءُ حيث يجعل نفسه ... وإني لها فوق السماكين جاعلُ
وللوفرِ متلافٌ، وللحمد جامعٌ ... وللشر تراكٌ وللخيرِ فاعلُ
ومالي لا نمسي وتصبح في يدي ... كرائم أموال الرجال العقائل
لنا عقبُ الأمر الذي في صدوره ... تطاولُ أعناقُ العدى والكواهل
أصاغرنا في المكرمات، أكابرٌ ... أواخرنا في المأثراتِ أوائل
إذا صلتُ صولاً لم أجد لي مصاولاً ... وإنْ قلتُ قولاً لم أجدْ من يقاول
قال أيضاً:
خيلي وإنْ قلتْ كبيرٌ نفعها ... بين الصوارم والقنا الرعافِ
ومكارمي عدد النجوم، ومنزلي ... مأوى الكرام ومنزلُ الأضيافِ