للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تحلم عن الأدنين واستبقِ ودهم ... ولن تستطيع الحلم حتى تحلما

وعوراء قد أعرضتُ عنها فلم يضر ... وذي أود قومته فتقوما

لكعب بن زهير:

لو كنتُ أعجبُ من شيء لأعجبني ... سعيُ الفتى وهو مخبوءٌ له القدرُ

يسعى الفتى لأمورٍ يدركها ... والنفسُ واحدة والهمُّ منتشرُ

والمرءُ ما عاش ممدودٌ له أملٌ ... لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثرُ

قال غيره:

اصبر على مضض الإدلاج في السحرِ ... وفي الرواح على الحاجاتِ والبكرِ

لا تضجرنَّ ولا تدخلك معجزةٌ ... فالنجحُ يهلك بين العجز والضجرِ

إني رأيت وفي الأيام تجربةٌ ... للصبر عاقبةٌ محمودةٌ الأثرِ

وقلَّ من جدَّ في أمر يطالبه ... واستصحب الصبر إلا فاز بالظفرِ

لكعب بن زهير:

أعلمُ أني متى ما نابني قدري ... فليس يحبسه شحٌّ ولا شفقُ

بينا الفتى معجبٌ بالعيش مغتبطٌ ... إذا الفتى بالمنايا مسلمٌ غلقُ

والمرءُ ذو المال ينمي ثم يذهبه ... مر الدهور ويفنيه فينسحق

كذلك المرء إنْ ينسأ له أجلٌ ... يركبْ به طبقٌ من بعده طبق

قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:

لست أخشى خلة العدمِ ... ما.... الله في كرم

كلما أنفقتُ يخلفه لي ... ربي واسع النعم

قال حسان:

وإنَّ امرءاً أمسى وأصبح سالماً ... من الناس إلا ما جنى لسعيدُ

وإنَّ امرءاً نالَ الغنى ثم لم ينلْ ... قريباً ولا ذا حاجةٍ لزهيدُ

وإنَّ امرءاً عادى الرجال على الغنى ... ولم يسأل الله الغنى لحسودُ

قال المتلمس:

من كان ذا عضد مدرك ظلامته ... إن الذليل الذي ليست له عضدُ

ولا يفيم على ضيم يسامُ به ... إلا الأذلان: عير الحي والوتدُ

هذا على الخسف مربوط برمته ... وذا يشج فلا يرثى له أحد

قال النمر بن تولب:

فإن المنيةَ من يخشها ... فسوف تصادقهُ أينما

وإنْ تتخطكَ أسبابها ... فإنَّ قصاراك أنْ تهرما

فأحببت حبيبكَ حباً رويداً ... فليس يعولكَ أن تصرما

وأبغض بغيضك بغضاً رويداً ... إذا أنتَ حاولت أن تحكما

ولو أن من حتفه ناجياً ... لألفيته الصدعَ الأعصما

لضابيء بن الحارث البرجمي:

وما عاجلاتُ الطير تدني من الفتى ... رشاداً ولا عن ريثهن يخيب

ولا خير فيمن لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب

وفي الشك تفريطٌ وفي الحزم قوةٌ ... ويخطئ في الحدسِ الفتى ويصيب

لكعب بن سعد الغنوي:

ألم تعلمي ألا يراخي منيتي ... قعودي ولا يدني الوفاة رحيلي

ومن لم ينل حتى يسد خلاله ... يجد شهواتِ النفس غير قليلِ

وما أنا للشيء الذي ليس نافعي ... ويغضب منه صاحبي بقؤولِ

لسويد بن الصامت:

ألا ربَّ من تدعو صديقاً ولو ترى ... مقالته بالغيب ساءك ما يفري

مقالتهُ كالشهد ما كان شاهداً ... وبالغيب مأثورٌ على ثغرة النحرِ

تبينُ لك العينان ما الصدر كاتمٌ ... من الحقد والبغضاء بالنظر الشزرِ

فرشني بخير طالما قد بريتني ... وخيرُ الموالي منْ يريشُ ولا يبري

لأحيحة بن الجلاح الأوسي:

فما يدري الفقيرُ متى غناهُ ... ولا يدري الغني متى يعيلُ

ولا تدري وإنْ أزمعت أمراً ... بأي الأرض يدركك المقيلُ

وما تدري وإنْ أضربت شولاً ... أتلقحُ بعد ذلك أم تحيلُ

وما تدري وإنْ أنتجتَ سقباً ... لغيركَ أو يكون لك الفصيلُ

لأعرابي:

إذا ضيعَ أولَ كلِّ أمرٍ ... أبتْ أعجازهُ إلاَّ التواءُ

وإنْ سومتَ أمرك كل وغدٍ ... ضعيفٍ كان أمركما سواءَ

وإنْ داويتَ ديناً بالتناسي ... وبالليان أخطأتَ الدواءَ

للمتلمس:

عصاني فلم يلق الرشادَ وإنما ... تبين من أمرِ الغوي عواقبهُ

فا لا تجللها يعالوك فوقها ... وكيف توقي ظهر من أنت راكبهُ

قليتكَ فاقليني فلا وصل بيننا ... كذلك من يستغن يستغن صاحبهُ

للأصمعي:

ولا تقطع أخاً لك عند ذنب ... فإنّ الذنبَ يغفره الكريمُ

<<  <   >  >>