يجني عليَّ وأحنو صافحاً أبداً ... لا شيء أحسنُ من حانٍ على جاني
وله أيضاً:
انفق من الصبر الجميل فإنه ... لم يخش فقراً منفقٌ من صبرهِ
واحلم وإنْ سفه الجليسُ وقل له ... حسنُ المقال وإن أتاك بهجرهِ
والمرءُ ليس ببالغ في أرضه ... كالصقر ليس بصائدٍ في وكرهِ
وله أيضاً:
يقولون لا تخرق بحلمكَ هيبةً ... وأحسن شيءٍ ... الحلمُ
فلا تتركنَّ اللمَ عن كل مذنب ... فما العفو مذموماً وإنْ عظم الجزمُ
وله أيضاً:
إذا مررت بوادٍ جاشَ غاربهُ ... فاعقل قلوصك وانزل ذاك وادينا
وإنْ عبرت بوادٍ لا يطيفُ به ... أهلُ السفاهة فاجلس ذاك نادينا
ويصبح الصيف أولانا بمنزلنا ... نرضى بذاك ويمضي حكمهُ فينا
وله أيضاً:
وعادوا سامعين لنا فعدنا ... إلى المعهود من شرفِ الفعال
ونحن متى رضينا بعد سخط ... أسونا ما جرحنا بالنوال
قال السري الرفاء:
أعاذلَ إن النائبات بمرصدِ ... وإن سرور المرء غير مخلد
إذا ما مضى يومٌ من العيش صالح ... فصله بيومٍ صالحِ العيش مرغد
للقاضي ابن معروف:
حذرْ عدوك مرةً ... واحذرِ صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق ... فكان أعرفَ بالمضرة
لأبي محمد بن المنجم:
إذا لم تنل همم الأكرم ... ين وسعيهم وادعاً فاغترب
فكم دعةٍ أتعبتْ أهلها ... وكم راحةٍ نتجتْ من تعب
لأبي الفرج بن هندو:
لا يوحشنك من مجدٍ تباعده ... فإن للمجد تدريجاً وترتيبا
إن القناة التي شاهدت رفعتها ... تنمي فتصعد أنبوباً فأنبوبا
للصاحب بن عباد:
إذا أدناك سلطانٌ فزده ... من التعظيم واصحبهُ وارقبْ
فلما السلطانُ إلا البحرُ عظماً ... وقربُ البحر محذورُ العواقبْ
لأبي النصر الأبيوردي:
سر الفتى من ذمه إن فشا ... فأوله حفظاً وكتمانا
واحتط على السر بإخفائه ... فإن للحيطانِ آذانا
لأبي بكر الخوارزمي:
لا تصحب الكسلانَ في حاجاته ... كم صالح لفساد آخر يفسد
عدوى البليد إلى البليد سريعةٌ ... والجمر يوضع في الرماد فيخمدُ
لأبي الفتح البستي:
لا تحقرن أخاً وإن أبصرته ... لك جافياً ولما تحب منافيا
فالغصن يذبل ثم يصبح ناضراً ... والماء يكدر ثم يرجعُ صافيا
وله أيضاً:
عليك بإظهار التجلد للعدى ... ولا يظهرنْ منك الذبول فتحقرا
ألست ترى الريحان يشتم ناضراً ... ويطرح في الميضا إذا ما تغيرا
وله أيضاً:
ذكر أخاك إذا تناسى واجباً ... أو عن في آرائه تقصيرُ
فالرأي يصدأ كالحسام لعارضٍ ... يطرأ عليه وصقله التذكيرُ
وله أيضاً:
توقَّ الخلاف أن سمحتًَ بموعدٍ ... لتسلم من هجو الورى وتعافى
فلو أثمر الصفصاف من بعد نوره ... وإيراقه ما لقبوه خلافا
وله أيضاً:
إذا ما اصطفيتَ امرءاً فليكنْ ... شريف النجار زكي الحسب
فنذلُ الرجال كنذلِ النبا ... تِ فلا للثمار ولا للحطب
وله أيضاً:
لا يتسخفن الفتى بعدوه ... أبداً وإنْ كان العدو ضئيلا
إنَّ القذى يؤذي العيونَ قليله ... ولربما جرحَ البعوضُ الفيلا
لأبي سليمان أحمد الحطابي:
ما دمت حياً فدارِ الناس كلهم ... فإنما أنت في دارِ المداراةِ
من يدر دارى ومن لم يدر سوف يرى ... عما قليلٍ نديماً للنداماتِ
للقاضي التنوخي:
خذِ الفلس من كفَ اللئيم فإنه ... أعز عليه من حشاشة نفسه
ولا ما عشت من كل سفلة ... فليس له قدرٌ بمقدار فلسه
فعارضه بقوله:
صنِ النفس عن ذل السؤالِ ونحسه ... فأحسنُ أحوالِ الفتى صونُ نفسهِ
ولا تتعرض للئيم فإنه ... أذل لديه الحرُّ من شطر فلسه
قال أبو الفضل:
لا تمنع الفضل من مالٍ حبيتَ به ... فالبذلُ ينميه بعد الأجر يدخر
فالكرمُ يؤخذ من أطرافه طمعاً ... في أن يضاعف منه الأكلُ والثمرُ
وله أيضاً:
دع الحرص واقنع بالكفافِ من الغنى ... فرزق الفتى ما عاش عند معيشته