للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَكَانَ هُوَ الْفَتَى كَرَمًا وَجُودًا ... وَبَأْسًا حَيْنَ تنسَكب الدماءُ

إذَا هَابَ الكُماةُ الموتَ حَتَّى ... كَأَنَّ قلوبَ أَكْثَرِهِمْ هواءُ

مَضَى قُدُمًا بِذِي رُبَدٍ خَشيب ... عليه حين تُبْصره البهاءُ١

إعجاب عبد المطلب بالرثاء: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَزَعَمَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ أَشَارَ بِرَأْسِهِ، وَقَدْ أصمت: أن هكذا فابكينني.

نسب المسيِّب بن حَزْن: قال ابن هشام: المسيِّب بْنُ حَزْن بْنِ أَبِي وَهْب بْنِ عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.

رثاء حذيفة بن غانم لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ حُذَيْفَةُ٢ بْنُ غَانِمٍ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ يَبْكِي عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَيَذْكُرُ فَضْلَهُ، وَفَضْلَ قُصي عَلَى قُرَيْشٍ، وَفَضْلَ وَلَدِهِ مِنْ بَعْدِهِ عَلَيْهِمْ، وَذَلِكَ أَنَّهُ أُخِذَ بِغُرْمِ أَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ بِمَكَّةَ، فَوَقَفَ بِهَا فَمَرَّ بِهِ أَبُو لَهَبٍ: عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَافْتَكَّهُ:

أَعَيْنِيَّ جُودَا بِالدُّمُوعِ عَلَى الصَّدْرِ ... وَلَا تَسْأَمَا أسْقِيتُما سَبَل القَطر

وَجُودَا بِدَمْعٍ، وَاسْفَحَا كُلَّ شَارِقٍ ... بُكَاءَ امْرِئٍ لَمْ يُشْوِه نَائِبُ الدَّهْرِ

وسُحَّا، وجُمَّا، وَاسْجُمَا مَا بَقِيتُمَا ... عَلَى ذِي حَيَاءٍ من قريش، وذي سِتر


١ قولها: بذي ربد: تريد: سيفًا ذا طرائق، والربد: الطرائق. وقال صخر الغي:
وصارم أخلصت خشبته ... أبيض فهو في متنه ربد
٢ وهو والد أبي جَهْم بن حُذيفة، واسم أبي جهم: عبيد، وهو الذي أهدى الخميصة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنظر إلى علمها". الحديث. وقد روي أيضًا هذا الحديث على وجه آخر، وهو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى بخميصتين، فأعطى إحداهما أبا جهم، وأمسك الأخرى، وفيها علم، فلما نظر إلى علمها في الصلاة أرسلها إلى أبي جهم، وأخذ الأخرى بدلا منها، هكذا رواه الزبير: وأم أبي جهم: يُسيرة بنت عبد الله بن أذاة بن رباح، وابن أذاة: هو خال أبي قحافة، وسيأتي نسب أمه، وقد قيل: إن الشعر لحذافة بن غانم، وهو أخو حذيفة والد خارجة بن حذافة.

<<  <  ج: ص:  >  >>