للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلَى رَجُلٍ جَلْدِ القُوى، ذِي حَفِيظَةٍ ... جَمِيلِ المحيَّا غَيْرِ نِكْس وَلَا هذْرِ١

عَلَى الماجدِ البُهلول ذي الباع واللهى ... رَبِيعِ لُؤيّ فِي القُحُوط وَفِي العُسْر

عَلَى خير حافٍ مِنْ مَعَد وَنَاعِلٍ ... كَرِيمَ الْمَسَاعِي، طَيِّبَ الخِيم والنحْرِ

وخيرهمُ أَصْلًا وَفَرْعًا وَمَعْدِنًا ... وَأَحْظَاهُمْ بالمُكرمات وَبِالذِّكْرِ

وأولاهمُ بالمجدِ والحلمِ والنُّهى ... وبالفضْل عِنْدَ المُجْحِفات مِنْ الغُبْر

عَلَى شيبةِ الحمدِ الَّذِي كَانَ وجهُه ... يضيءُ سوادَ اللَّيْلِ كَالْقَمَرِ البدْرِ

وَسَاقِي الحجيجَ ثم للخُبز هاشمٌ ... وعبد مناف، ذلك السيد الفِهْري

طوى زَمزَما عِنْدَ الْمَقَامِ، فأصبحتْ ... سقايتُه فَخْرًا عَلَى كلِّ ذِي فَخْر

لِيَبْكِ عَلَيْهِ كلُّ عانٍ بكرُبةٍ ... آل قُصي مِنْ مُقلّ وَذِي وَفْرِ

بَنُوهُ سَراة، كهلُهم وشبابُهم ... تفيَّق عنهمْ بيضةُ الطَّائِرِ الصَّقْرِ

قُصَي الَّذِي عَادَى كنانةَ كلَّها ... وَرَابَطَ بيتَ اللَّهِ فِي العُسر وَالْيُسْرِ

فَإِنْ تكُ غَالَتْهُ الْمَنَايَا وصرفُها ... فَقَدْ عَاشَ ميمونَ النقيبةِ والأمرِ

وَأَبْقَى رِجَالًا سَادَةً غيرَ عُزَّلٍ ... مصاليتَ، أمثالَ الرُّدَيْنيَّة السُّمْرِ

أَبُو عُتْبَةَ الملقَى إليَّ حِبَاؤُهُ ... أغرُّ، هِجانُ اللونِ مِنْ نَفر غُرِّ

وحمزةُ مثلُ البدرِ، يَهْتَزُّ للنَّدَى ... نقيُّ الثيابِ والذّمامِ مِنْ الغَدْرِ

وعبدُ منافٍ مَاجِدٌ ذُو حَفيظةٍ ... وَصولٌ لِذِي الْقُرْبَى رَحِيمٌ بِذِي الصهرِ

كهولُهم خيرُ الكهولِ، ونسلُهم ... كنسلِ الملوكِ، لَا تبورُ وَلَا تَحَرَّى٢

مَتَى مَا تُلاقي منهمُ الدهرَ نَاشِئًا ... تجدْه بإجْريَّا أوائله يَجْري

هُمُ مَلَئُوا البطحَاء مَجْدًا وعزَّةً ... إذَا استُبق الخيراتُ فِي سَالِفِ الْعَصْرِ

وَفِيهِمْ بُنَاةٌ للعُلا وعِمارة ... وعبدُ مناف جَدُّهمْ، جابرُ الكسر


١ النكس من السهام: الذي نكس فى الكنانة ليميزه الرامي، فلا يأخذه لرداءته. وقيل: الذي انكسر أعلاه؛ فنكس ورُد أعلاه أسفله، وهو غير جيد للرمي.
٢ لا تبور ولا تحرى، أي: لا تهلك ولا تنقص، ويقال للأفعى: حارية لرقتها. وفي المأثور: ما زال جسم أبي بكر يحرى حزنًا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي: ينقص لحمه، حتى مات.

<<  <  ج: ص:  >  >>