قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عَمرو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبيبة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسين بْنِ عَلِيٍّ -رَضِيَ الله عنهم- بمثل حديث ابن شهاب عنه.
الغيطَلة وصاحبها: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي بعضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي سَهْم يُقَالُ لَهَا الغَيْطَلة كانت كاهنة في الجاهلية، فلما جاءها صاحبُها فِي لَيْلَةً مِنْ اللَّيَالِي، فأنْقَض تَحْتَهَا، ثُمَّ قَالَ: أدْرِ مَا أدْرِ. يَوْمَ عَقْر ونحْر، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ حَيْنَ بَلَغَهَا ذَلِكَ: مَا يُرِيدُ؟ ثُمَّ جَاءَهَا لَيْلَةً أُخْرَى، فأنْقَض تَحْتَهَا، ثُمَّ قَالَ: شُعوب، ما شُعوب؛ تُصْرَع فيه كَعْب لجُنوب. فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا، قَالُوا: مَاذَا يُرِيدُ؟ إن هذا لأمر هو كائن، فانظروا
١ والذي انقطع اليوم، وإلى يوم القيامة، أن ندرك الشياطين ما كانت تدركه في الجاهلية الجهْلاء، وعند تمكنها من سماع أخبار السماء، وما يوجد من كلام الجن على ألسنة المجانين إنما هو خبر منهم عما يروْنه في الأرض، مما لا نراه نحن كسرقة سارق، أو خبئية في مكان خفي، أو نحو ذلك، وإن أخبروا بما سيكون كان تخرصًا وتظنيًا، فيصيبون قليلًا، ويخطئون كثيرًا. وذلك القليل الذي يصيبون هو مما تتكلم به الملائكة في العَنان، كما في حديث البخاري: "فيطردون بالنجوم، فيضيفون إلى الكلمة الواحدة أكثر من مائة كذبة".