للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخلف على زوجة ابن جحش بعد وفاته: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَخَلَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَهُ عَلَى امْرَأَتِهِ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ.

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بنَ حُسين: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ فِيهَا إلَى النَّجَاشِيِّ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ الضَّمْري، فَخَطَبَهَا عَلَيْهِ النَّجَاشِيُّ؛ فَزَوَّجَهُ إيَّاهَا، وَأَصْدَقَهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- أربعمائة دِينَارٍ. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: مَا نَرَى عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَقَفَ صَدَاقَ النِّسَاءِ على أربعمائة دِينَارٍ إلَّا عَنْ ذَلِكَ. وَكَانَ الَّذِي أَمْلَكَهَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَالِدُ بْنُ سعيد بن العاص.

تنصر ابن الحُوَيْرث وقدومه على قَيْصَرَ: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَأَمَّا عُثْمَانُ بْنُ الحُوَيْرث، فَقَدِمَ عَلَى قَيْصَرَ مَلِكِ الرُّومِ فتنصَّر، وَحَسُنَتْ منزلتُه عندَه. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَلِعُثْمَانَ بْنِ الحُوَيْرث عِنْدَ قَيْصَرَ حَدِيثٌ، مَنَعَنِي مِنْ ذِكْرِهِ مَا ذَكَرْتُ فِي حَدِيثِ حَرْبِ الْفِجَارِ١.

زيد يتوقف عن جميع الأديان: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَأَمَّا زَيْدُ بْنُ عَمرو بن نُفَيْل فوقف، فلم يدخل يَهُودِيَّةٍ وَلَا نَصْرَانِيَّةٍ، وَفَارَقَ دِينَ قَوْمِهِ، فَاعْتَزَلَ الْأَوْثَانَ وَالْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَالذَّبَائِحَ الَّتِي تُذْبَح عَلَى الأوثان٢.


١ ويذكر أن قيصر كان قد توج عثمان، وولاه أمر مكة، فلما جاءهم بذلك أنفوا من أن يدينوا لملك، وصاح الأسود بن أسد بن عبد العزى: ألا إن مكة حي لَقَاح لا تدين لملك. فلم يتم له مراده، قال: وكان يقال له: البطريق، ولا عقب له، ومات بالشام مسمومًا، سمه عمرو بن جفْنَة الغساني الملك.
٢ روى البخاري عن محمد بن أبي بكر، قال: أخبرنا فضيل بن سليمان، قال: أخبرنا موسى، قال: حدثني سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن يُنزل على النبي -عليه السلام- الوحي، فقدمت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- سُفرة أو قدمها إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لست آكل ما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذُكر اسم =

<<  <  ج: ص:  >  >>