عَزَلْتُ اللاتَ والعُزَّى جميعًا ... كذلك يفعلُ الجَلْدُ الصبورُ١
١ ذكرت اللات فيما تقدم أما العزى، فكانت نخلات مجتمعة، وكان عمرو بن لحي قد أخبرهم -فيما ذكر- أن الرب يُشَتي بالطائف عند اللات، ويُصَيِّف بالعزى، فعظموها وبنوا لها بيتًا، وكانوا يهدون إليه كما يهدون إلى الكعبة، وهي التي بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خالد بن الوليد ليكسرها، فقال له سادنُها: يا خالد احذرها؛ فإنها تجذع وتكنع -تشل- فهدمها خالد وترك منها جذمها -أصلها- وأساسها، فقال قيمها: والله لتعودن ولتنتقمن فمن فعل بها هذا، فذُكر -وَاَللَّهُ أَعْلَمُ- إنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال لخالد: "هل رأيت فيها شيئًا؟ " فقال: لا، فأمره أن يرجع، ويستأصل بقيتها بالهدم، فرجع خالد، فأخرج أساسها فوجد فيها امرأة سوداء منتفشة الشعر تخدش وجهها، فقتلها، وهرب القيم، وهو يقول: لا تُعبد العُزى بعد اليوم. هذا معنى ما ذكر أبو سعيد النيسابوري في المبعث. وذكره الأزرقي أيضًا ورزين.