للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَأَصْبَحَ بَعْدَ جِدَّته رَمَادًا ... وغيَّر حسنَه لهبُ الْحَرِيقِ

وأسلَمَ ذُو نُواس مُسْتَكينا ... وحذَّر قومَه ضَنْك المضيق

قول ربيعة ابن الذئبة الثقفي في هذه القصة: وقال عبد الله ابْنُ الذِّئْبَةِ الثَّقَفِيُّ فِي ذَلِكَ -قَالَ ابْنُ هشام: الذئبة أمه، واسمه: ربيعة ابن عَبْد يَالَيْلُ بْنِ سَالِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْط بْنِ جُشَم بْنِ قَسِيّ:

لَعَمْرك مَا للفتى من مقر ... مَعَ الْمَوْتِ يَلْحَقُهُ والكِبَر

لعَمرك مَا لِلْفَتَى صُحْرة ... لَعُمْرُكَ مَا إنْ لَهُ مِنْ وزَر١

أبعْدَ قبائلَ مِنْ حِمْيَر ... أُبِيدُوا صَبَاحًا بِذَاتِ العبَر٢

بألفِ ألوفٍ وحُرَّابة ... كمثلِ السَّمَاءِ قُبَيْلِ الْمَطَرْ٣

يُصِمُّ صياحُهم المقْربَات ... وَيَنْفُونَ مَنْ قَاتَلُوا بالذّفرْ٤

سَعَالِيَ مثلُ عَدِيدِ التُّرَا ... بِ تَيْبس منهم رطابُ الشجرْ٥


١ الصُّحرة: المتسع، أخذ من لفظ الصحراء. والوزر: الملجأ، ومنه اشتق الوزير لأن الملك يلجأ إلى رأيه. وقد قيل من الوزر؛ لأنه يحمل عن الملك أثقالا؛ لأن الوزر: الثقل.
٢ ذات العَبَر: أي ذات الحزن، يقال: عَبَر الرجل إذا حزن، ويقال: لأمه العبر، كما يقال: لأمه الثُّكل.
٣ الحُرَّابة: ذوو الحراب. وتوله كمثل السماء أي كسحاب لاسوداد السحاب وظلمته قبيل المطهر.
٤ المقربات. الخيل العتاق التي لا تسرح في المراعي ولكن تحبس قرب البيوت معدة للعدو. والدفر: الرائحة الشديدة، أي ينفون من قاتلوا بريحهم وأنفاسهم، وهذا إفراط في وصفهم بالكثرة وقيل غير ذلك. انظر: "الروض الأنف بتحقيقنا ج١ ص ٦٠".
٥ سعالِيَ: الجن، والمفرد سِعلاة ويقال: بل هي الساحرة من الجن.

<<  <  ج: ص:  >  >>