للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نَشَأْنَا بِهَا والناسُ فِيهَا قَلَائِلُ ... فَلَمْ ننْفكك نَزْدَادُ خَيْرًا ونُحمد

ونُطعم حَتَّى يَتْرُكَ الناسُ فضلَهم ... إذَا جُعِلَتْ أَيْدِي المُفيضين ترعَد١

جَزَى الله رهطًا بالحَجون تتابعوا ... عَلَى ملإِ يُهْدِي لِحَزْمٍ ويُرشِد

قُعودًا لَدَى خَطْمِ الحَجون كَأَنَّهُمْ ... مقاولةٌ بَلْ هُمْ أعزُّ وأمجدُ٢

أَعَانَ عَلَيْهَا كلُّ صَقْرٍ كَأَنَّهُ ... إذَا مَا مَشَى فِي رَفْرفِ الدرعِ أحردُ٣

جَرِيٌّ عَلَى جُلَّى الخطوبِ كَأَنَّهُ ... شِهاب بكَفّيْ قابسٍ يتوقدُ٤

مِنْ الْأَكْرَمِينَ مِنْ لُؤيِّ بْنِ غَالِبٍ ... إذَا سِيم خَسْفًا وجهُه يتربَّدُ

طويلُ النِّجاد خارجٌ نِصْفُ ساقِه ... عَلَى وجهِه يُسْقَى الغَمامُ ويُسْعَد

عظيمُ الرمادِ سيدٌ وابنُ سيدٍ ... يَحُضُّ عَلَى مَقرَى الضيوفِ ويحْشِدُ

وَيَبْنِي لأبناءِ العشيرةِ صالِحًا ... إذَا نَحْنُ طُفنا فِي البلادِ ويَمْهَدُ

ألَظَّ بِهَذَا الصِلح كُلُّ مُبرإ ... عَظِيمِ اللِّوَاءِ أَمْرُهُ ثَمَّ يُحمدُ٥

قَضَوْا مَا قَضَوْا فِي لَيْلِهِمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا ... عَلَى مَهَلٍ وَسَائِرُ النَّاسِ رُقَّدُ

همُ رَجعوا سهلَ بنَ بَيْضَاءَ رَاضِيًا ... وسُر أَبُو بَكْرٍ بِهَا ومحمدُ

مَتَى شُرك الأقوامُ فِي جُل أمرِنا ... وَكُنَّا قَدِيمًا قبلَها نتوددُ

وَكُنَّا قَدِيمًا لَا نقِرُّ ظُلَامَةً ... وَنُدْرِكُ ما شئنا ولا نتشددُ

فيا لَقُصيُّ هَلْ لَكُمْ فِي نفوسِكم ... وَهَلْ لَكُمْ فِيمَا يجيءُ بَهْ غَدُ

فَإِنِّي وَإِيَّاكُمْ كَمَا قَالَ قائل ... لديك البيانُ لو تكلمت أسودُ٦


١ المفيضون: الضاربون بقداح الميسر.
٢ المقاولة: الملوك.
٣ رفرف الدرع: ما فضل منه. والأحرد بطيء المشي لثقل ما عليه من لباس الحرب.
٤ الجلى: الأمر العظيم.
٥ ألظ: ألح.
٦ أسود اسم جبل كان قد قتل فيه قتيل، فلم يعرف قاتله، فقال أولياء المقتول هذه المقالة فذهبت مثلًا. "الروض الأنف، ٢/ ١٢٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>