للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَمَنْ يسمعْ بِلَأْمِهِمَا ... فَإِنَّ الخطبَ قَدْ فَقُمَا١

قَتَلْنَا القَيْل مَسْرُوقًا ... وروَّينا الكثيبَ دَمَا٢

وَإِنَّ القَيْل قَيْل النا ... سِ وَهْرِزَ مُقْسِم قَسَمَا

يَذُوقُ مُشَعْشَعًا حَتَّى ... يُفيء السبيُ والنَّعَما٣

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَهَذِهِ الْأَبْيَاتُ فِي أَبْيَاتٍ لَهُ. وَأَنْشَدَنِي خَلَّادُ بْنُ قُرة السّدُوسي آخرَها بَيْتًا لأعْشَى بَنِي قَيْس بْنِ ثَعْلَبَةَ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ، وغيرُه مِنْ أَهْلِ العلم بالشعر يُنْكِرها له.

شعر أَبِي الصَّلْتِ: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ، وَقَالَ أَبُو الصلْت بْنُ أَبِي ربيعهَ الثقفىُّ، قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وتُروى لأميَّة بْن أَبِي الصَّلْت:

لِيَطْلُبَ الوِتْر أمثالُ ابْنِ ذِي يَزَنَ ... رَيَّمَ فِي الْبَحْرِ لِلْأَعْدَاءِ أحوالَا٤

يمَّمَ قَيْصَر لَمَّا حَانَ رحلتهُ ... فَلَمْ يجدْ عندَه بعضَ الَّذِي سالَا

ثُمَّ انْثَنَى نحوَ كِسرى بعدَ عاشرةٍ ... مِنْ السِّنِينَ يُهين النفسَ والمالَا

حَتَّى أَتَى بِبَنِي الأحرارِ يَحْمِلُهُمْ ... إنَّك عَمْرِي لَقَدْ أسرعتَ قِلْقَالَا٥

للهِ دَرهُمُ مِنْ عُصبةٍ خَرَجُوا ... مَا إنْ أرى لهم في الناسِ أمثالاَ


١ فقم: ازداد واشتد.
٢ القيل: الملك.
٣ المشعشع: الخمر الممزوجة بالماء.
٤ ريم في البحر: أي: أقام فيه، ومنه الروايم، وهي الأثافي، كذلك وجدته في حاشية الشيخ التي عارضها بكتابي "أبي الوليد الوقشي"، وهو عندي غلط؛ لأن الروايم من رأمت إذا عطفت، وريم ليس من رأم، وإنما هو من الريم، وهو الدرج، أو من الريم الذي هو الزيادة والفضل، أو من رأم يريم إذا برح، كأنه يريد: غاب زمانا وأحوالا، ثم رجع للأعداء، وارتقى في درجات المجد أحوالا إن كان من الريم الذي هو الدرج، ووجدته في غير هذا الكتاب: خيم مكان ريم، فهذا معناه: أقام. عن الروض الأنف بتحقيقنا ج١، ص٨٤.
٥ عمري. أراد: لعمري وقد قال الطائي:
عمري لقد نصح الزمانُ، وإنه ... لمن العجائب ناصح لا يشفق
وقوله: أسرعت قلقالا بفتح القاف وكسرها، وكقول الآخر: "وقلقل يبغي العز كل مقلقل" وهي شدة الحركة.

<<  <  ج: ص:  >  >>