للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذكرْتَ مِنَّا مَاجِدًا ذَا هِمَّةٍ ... سَمْحَ الخلائقِ صادقَ الْإِقْدَامِ

أَعْنِي النبيَّ أَخَا المكارمِ والنَّدَى ... وأبرَّ مَنْ يُولي عَلَى الإقْسامِ١

فلمثلهِ ولمثلِ مَا يَدْعُو لَهُ ... كَانَ الممَدَّحَ ثَمَّ غيرَ كَهامِ٢

وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ أَيْضًا:

تَبَلَتْ فؤادَك فِي المنامِ خَريدة ... تَسْقِى الضَجيعَ ببارِدٍ بسامِ٣

كالمِسْكِ تحلطه بماءِ سحابةٍ ... أَوْ عاتقٍ كَدَمِ الذَّبِيحِ مُدَامِ٤

نُفُجُ الحقيبةِ بُوصُها متنضدٌ ... بَلهاءُ غيرُ وشَيكةِ الإِقسامِ٥

بُنيت عَلَى قطنٍ أجَمَّ كَأَنَّهُ ... فُضُلًا إذَا قعدتْ مَدَاكُ رُخامِ٦

وَتَكَادُ تَكسَل أَنْ تجيءَ فِراشَها ... فِي جِسْمِ خَرْعَبةٍ وحُسنِ قَوَامِ٧

أَمَّا النهارُ فَلَا أفترُ ذكرَها ... وَاللَّيْلُ تُوزعني بِهَا أحلامي٨

أقسمْت أنساها وأتركُ ذِكرَها ... حتى تُنيَّبَ فِي الضريحِ عِظَامِي٩

يَا مَنْ لعاذلةٍ تَلومُ سَفَاهَةً ... وَلَقَدْ عَصَيْتُ عَلَى الْهَوَى لُوَّامِي

بَكرَتْ عليَّ بسُحْرَةٍ بعدَ الكَرَى ... وتقارُبٍ مِنْ حادثِ الْأَيَّامِ

زَعمتْ بِأَنَّ المرءَ يكرُبُ عُمْرَه ... عَدَمٌ لمعتَكِر من الأصْرامِ١٠


١ يولي: يقسم.
٢ الكهام: الضعيف.
٣ تبلت: أسقت، والجريدة: الحسنة الناعمة.
٤ العاتق: الخمر المعتقة.
٥ النفج: المرتفعة، الحقيبة: هي ما يجعله الراكب وراءه، استعارها هنا لردف المرأة. والبوصي: الردف. والبلهاء: الغافلة. والإقسام: جمع قسم وهو اليمين.
٦ قطنها: وسطها. والأجم، أي: لا عظام فيه. والمداك: الحجر الذي يدق عليه الطيب.
٧ الخربعة: حسنة الخلق.
٨ توزعني: تغريني.
٩ أنساها: أي لا أنساها.
١٠ المعتكر: الإبل الكثيرة التي يرجع بعضها على بعض. والأصرام: الجماعات من الإبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>