للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَلَا مِنْ مُبلغٍ عَنِّي رَسُولًا ... مُغَلْغَلةً يُثَبتُها لطيفُ١

أَلَمْ تعلمْ مَرَدي يومَ بَدْرٍ ... وَقَدْ بَرَقَتْ بجنْبيْكَ الكُفوفُ٢

وَقَدْ تُركت سَراةُ القومِ صَرْعَى ... كَأَنَّ رُءُوسَهُمْ حَدَجٌ نَقيفُ٣

وَقَدْ مَالَتْ عَلَيْكَ ببطْنِ بَدْرٍ ... خلافَ القومِ داهيةٌ خَصيف٤

فنجَّاه مِنْ الغَمراتِ عَزْمي ... وعونُ اللَّهِ والأمرُ الحَصيفُ

ومُنقلَبي مِنْ الأبواءِ وحْدي ... وَدُونَكَ جَمعُ أعداءٍ وُقوفُ٥

وأنتَ لمَنْ أرادكَ مُستكينٌ ... بجنبِ كُراشَ مَكلومٌ نَزِيفُ٦

وَكُنْتُ إذَا دَعَانِي يومَ كربٍ ... مِنْ الأصحابِ داعٍ مُستضيفُ٧

فَأَسْمَعَنِي وَلَوْ أَحْبَبْتُ نَفْسِي ... أخٌ فِي مثلِ ذَلِكَ أَوْ حليفُ

أرُدُّ فأكشِفُ الغُمَّى وأرْمِي ... إذَا كَلَحَ المَشافرُ والأنوفُ٨

وقِرنٍ قَدْ تركتُ عَلَى يَدَيْهِ ... ينوءُ كأنه غُصْن قَصيفُ

دلفْتُ له إذا اخْتَلَطُوا بحَرَّى ... مُسَحْسَحةٍ لعانِدِها حَفيفُ٩

فَذَلِكَ كَانَ صُنعي يومَ بدرٍ ... وقبلُ أَخُو مُداراةٍ عَزوفُ١٠

أَخُوكُمْ فِي السِّنِينَ كَمَا عَلمتم ... وحَربٍ لَا يزالُ لَهَا صَريفُ١١

ومِقدام لَكُمْ لَا يَزْدهيني ... جَنانُ الليلِ والأنَسُ اللفيفُ١٢


١ المغلغلة: الرسالة. واللطيف: الحازم في أموره.
٢ برقت: لمعت.
٣ الحدج النقيف: الحنظل المكسور لأخذ الحب منه.
٤ الخصيف المتراكم.
٥ الأبواء: مكان بين مكة والمدينة وبه قبر آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم.
٦ كراش: اسم جبل، والمكلوم: الجريح.
٧ المستضيف: الواقع في الضيق.
٨ المشافر: شفاه الإبل، واستعارها هنا للآدمي.
٩ حرى: موجعة: صفة لموصوف محذوف أي طعنة موجعة. المسحسحة: كثيرة سيلان الدم. والمعاند: العرق الذي لا ينقطع دمه. والحفيف: الصوت.
١٠ المداراة: مصانعة الناس. والعزوف: المترفع عن الدنايا.
١١ السنين: سنين القحط المجدبة. والصريف: الصوت.
١٢ جنان الليل: ظلمته. الأنس اللفيف: الجماعة الكثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>