للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ مُسَافِرٍ أيضًا:

ألا يا مَنْ لعينٍ ... للتبكي دمعُها فانِ

كغَربي دالجِ يَسْقِي ... خِلالَ الغَيِّثِ الدانِ١

وَمَا ليثُ غريفٍ ذُو ... أَظَافِيرَ وأسنانِ٢

أبو شِبْلَيْنِ وَثَّابٌ ... شديدُ البطشِ غَرْثانِ٣

كحِبِّي إذْ تولَّى ... ووجوهُ الْقَوْمِ ألوانُ

وبالكفِّ حُسَامٌ صَا ... رمٌ أبيضُ ذُكران٤

وأنت الطَّاعنُ النجلا ... ءَ منها مُزبذ آن٥

قال ابن هشام: ويروون قَوْلَهَا: "وَمَا لَيْثُ غَرِيفٍ" إلَى آخِرِهَا، مَفْصُولًا من البيتين اللذين قبله.

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّاد بْنِ الْمُطَّلِبِ تَرْثِي عُبيدة بْنَ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ:

لَقَدْ ضمِّن الصفراءُ مَجْدًا وسؤدَدًا ... وحِلمًا أَصِيلًا وافرَ اللُّبِّ والعقْلِ٦

عبيدةَ فَابْكِيهِ لأضيافِ غُربةٍ ... وأرملةٍ تهوِي لأشْعثَ كالجَذْلِ٧

وبكِّيه للأقوامِ فِي كلِّ شَتوةٍ ... إذَا احمرَّ آفاقُ السماءِ مِنْ المَحْلِ

وبكِّيه للأيتامِ والريحُ زَفْرَة ... وتشْبيب قِدرٍ طَالَمَا أزْبدت تَغْلى٨

فَإِنْ تُصبح النيرانُ قد مات ضَوْؤها ... فَقَدْ كَانَ يُذْكِيهنَّ بالحطَبِ الجَزْلِ

لطارقِ ليلٍ أَوْ لملتمسِ القِرَى ... ومُسْتنبحٍ أضْحَى لَدَيْهِ عَلَى رِسْلِ٩

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ بالشعر ينكرها لهند.


١ الغرب: الدلو العظيمة. الدالج: السائر بالدلو بين البئر والشجر.
٢ الغريف: أجمة الأسد.
٣ الغرثان: الجوعان.
٤ الذكران: أجود الحديد وأيبسه.
٥ المزبد: الذي له زبد وهو الرغوة. وآن: حام.
٦ الصفراء: موضع بين مكة والمدينة.
٧ الأشعث: المتغير. والجذل: أصل الشجرة.
٨ الريح الزفرة: الشديدة. والتشبيب: إيقاد النار تحت القدر. وأزبدت: رمت بالزبد وهو الرغوة.
٩ المستنبح: الضال بالليل فينبح مثل الكلاب فتجاوبه كلاب الحي فيهتدي إليه. والرسل: هنا الرخاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>