٢ فأما مضر فقد تقدم ذكره في عمود نسب النبي -صلى الله عليه وسلم- وذكرنا أنه أول من سن حداء الإبل، وسببه -فيما ذكروا- أنه سقط عن بعير، فوثبت يده، وكان أحسن الناس صوتًا، فكان يمشي خلف الإبل، ويقول: وايدياه وايدياه، يترنم بذلك فأعنقت الإبل، وذهب كلالها؛ فكان ذاك أصل الحداء عند العرب، وذلك أنها تنشط بحدائها الإبل، فتسرع. ٣ وأما أنمار فسمى: بالأنمار جمع نَمِر، كما سموا بسباع وكلاب، وأم بنيه: بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة ولد له من غيرها أفتل وهو: خثعم، وولدت له عبقر فى خمسة عشر، سماهم أبو الفرج، عنهم تناسلت قبائل بجيلة وهم: وداعة وخزيمة وصهيبة والحارث ومالك وشيبة وطريفة وفَهم والغَوث وسهل وعبقر وأشهل كلهم بنو أنمار، ويقال: إن بجيلة حبشية حضنت أولاد أنمار الذين سَمينا، ولم تحضن أفتل، وهو: خثعم. فلم ينسب إليها.