للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَلَمَّا دَعَا ربَّه دَعْوَةً ... أَنَابَ إلَيْهِ فَلَمْ ينتقمْ

وهذه الأبيات في قصيدة له.

قول عدي بن زيد: وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ فِي ذَلِكَ:

والحَضْر صَابَتْ عَلَيْهِ دَاهِيَةٌ ... مِنْ فوقِه أَيِّدٌ مَنَاكِبُهَا١

رَبِيّة لَمْ تُوَقِّ والدَها ... لحَيْنها إذْ أَضَاعَ رَاقِبُهَا٢

إذْ غَبَقَتْه صَهْباءَ صَافِيَةً ... والخمرُ وَهْلٌ يَهيم شاربُها٣

فأسْلمتْ أهلَها بليلتِها ... تظنُّ أَنَّ الرئيسَ خاطبُها

فَكَانَ حَظ العَروسِ إذْ جَشَر الصبْحُ دماءً تجري سَبَائِبها٤


١ أيد: شديدة.
٢ رَبِيَّة لم تُوَق والدَها: يحتمل أن تكون فعيلة من ربيت، إلا أن القياس في فعيلة بمعنى مفعولة أن تكون بغير هاء، ويحتمل أنه أراد معنى الربو والنماء، لأنها ربت في نعمة فتكون بمعنى فاعلة، ويكون البناء موافقًا للقياس، وأصح من هذين الوجهين أن يكون أراد: ربيئة بالهمز، وسهل الهمزة فصارت ياء، وجعلها ربيئة؛ لأنها كانت طليعة حيث اطلعت، حيث رأت سابور وجنوده، ويقال للطليعة ذكرًا كان أو أنثى: ربيئة، ويقال له: رباء على وزن فِعال وأنشدوا:
رباء شماء لا يأوي لقلتها ... إلا السحاب وإلا الأوب والسبل
وقوله: أضاع راقبها: أي أضاع المربأة الذى يرقبها ويحرسها، ويحتمل أن تكون الهاء عائدة على الجارية أي: أضاعها حافظها.
٣ والخمر وهل. يقال: وهل الرجل وهلًا وَوهَلًا إذا أراد شيئًا، فذهب وهمه إلى غيره. ويقال فيه: وهَم أيضًا بفتح الهاء، وأما وهم بالكسر، فمعناه: غلط وأرهم بالألف معناه: أسقط.
٤ جشر: ظهر ووضح. سبائبها جمع: سبيبة، وهي كالعمامة أو نحوها، ومنها السب وهو: الخمار.

<<  <  ج: ص:  >  >>