١ وكان عمرو بن لحي حين غلبت خزاعة على البيت، ونفت جرهم عن مكة، قد جعلته العرب ربًّا لا يبتدع لهم بدعة إلا اتخذوها شرعة؛ لأنه كان يطعم الناس، ويكسو فى الموسم، فربما نحر في الموسم عشرة آلاف بدنة، وكسا عشرة آلاف حلّة، حتى ليقال: إنه اللاتُ الذي: يلتُّ السويق -وهو طعام يصنع من الحنطة والشعير المدقوق– للحجيج على صخرة معروفة تسمى: صخرة اللات، ويقال إن الذى يلت كان من ثقيف، فلما مات قال لهم عمرو، إنه لم يمت، ولكن دخل فى الصخرة، ثم أمرهم بعبادتها، وأن يبنوا عليها بيتًا يُسمى: اللات، ويقال: دام أمره وأمر ولده على هذا بمكة ثلاثمائة سنة؛ فلما هلك سميت تلك الصخرة: اللات مخففة التاء، واتُّخذ صنمًا يُعبد، وقد ذكر ابن إسحاق، أنه أول من أدخل الأصنام الحرم، وحمل الناس على عبادتها.