هذا الحديث استفدت منه في بيان معاني هذه الجمل من الحديث، وحفظ الله عز وجل لعبده يدخل فيه نوعان: حفظه في بدنه وماله وأولاده وأهله، وكذلك حفظه في دينه بأن يَسلم من الشبهات المضلَّة ومن الشهوات المحرمة، فيكون بذلك على سداد وعلى استقامة في أمور دينه ودنياه، وهذا من حفظ الله عز وجل لِمَن حفظه، فالعبدُ يحفظ اللهَ عز وجل بحفظ حدوده والقيام بأوامره واجتناب نواهيه، واللهُ تعالى يثيبه على ذلك الحفظ حفظاً من جنس عمله، والجزاء من جنس العمل.
فإنَّ قوله:"يحفظك" هذا جزاء، وهو من الآثار المترتبة على العمل الصالح، وهو جزاء من جنس العمل، وقوله:"احفظ الله تجده تجاهك " أي: أنَّك تجد الله عز وجل أمامك فيحوطك ويرعاك، ويحفظك من كلِّ سوء، وقوله عليه الصلاة والسلام: