"تعرَّف إليه في الرخاء يعرِفْك في الشدَّة " أي: أنَّك إذا لزمت طاعةَ الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في حال رخائك، وفي حال سعتك، فإنَّ الله عز وجل يُثيبك بأن يحفظَك في الشدائد وفي حال وقوعك في المآزق. ومِمَّا يوضح أنَّ مَن تَعرَّف إلى الله عز وجل في الرخاء عرَفَه الله تعالى في الشدَّة ما جاء في قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار، فانحدرت عليهم صخرةٌ، وسدَّت بابَ الغار فلم يستطيعوا أن يخرجوا، فصاروا في قبرٍ وهم أحياء فتذاكروا فيما بينهم، فرأوا أنَّ السببَ الذي يخلصهم الله عز وجل به مما هم فيه من الشدة، أن يبحثوا عن أعمال صالحة عملوها لله عز وجل في حال الرخاء، فيتوسلوا بها إلى الله عز وجل في هذه الشدَّةِ التي وقعوا فيها؛ فتوَسَّلَ أحدُهم إلى الله عز وجل بِبِرِّه لوالديه، وتوسَّلَ الثاني بتَركه الزنى مع قُدرَتِه عليه، وتوسَّل الثالثُ بحفظ حق أجيره