للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نسأل الله عز وجل ما لا يحصل إلا به، وهو توفيقه، إنه سميع مجيب"١.

وقال ابن الجوزي رحمه الله: "ولقد تاب على يدي في مجالس الذكر أكثر من مائتي ألف، وأسلم على يدي أكثر من مائتي نفس، وكم سالت عين متكبر بوعظي لم تكن تسيل، ويحق لمن تلمح هذا أن يرجو التمام.

وربما لاحت أسباب الخوف بنظري إلى تقصيري وزللي.

ولقد جلست يوما فرأيت حولي أكثر من عشرة آلاف ما فيهم إلا من رق قلبه، أو دمعت عينه فقلت لنفسي: كيف بك إن نجو وهلكت؟ ‍‍! فصحت بلساني وجدي: إلهي وسيدي! إن قضيت علي بالعذاب غدا فلا تعلمهم بعذابي؛ صيانة لكرمك، لا لأجلي؛ لأن لا يقولوا عذب من دلّ عليه.

إلهي قد قيل لنبيك صلى الله عليه وسلم اقتل ابن أبي المنافق فقال: "لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" ٢.

إلهي! فاحفظ حسن عقائدهم فيّ بكرمك أن تعلمهم بعذاب الدليل عليك٣، حاشا والله يا رب ـ من تكدير الصافي"٤.

وقال رحمه الله في موضع آخر: "تفكرت في نفسي يوما تفكرا محقق فحاسبتها قبل أن تحاسب، ووزنتها قبل أن توزن؛ فرأيت اللطف الرباني.

فمنذ الطفولة إلى الآن أرى لطفا بعد لطف، وسترا على قبيح وعفوا


١ صيد الخاطر٣٤٠ـ٣٤٢.
٢ رواه البخاري ٣٥١٨، ومسلم٦٥٨٣.
٣ يعني ابن الجوزي نفسه.
٤ صيد الخاطر، ص٣٩٧.

<<  <   >  >>