وقد دأب المسلمون قديماً وحديثاً إلى تعليم أبنائهم القرآن الكريم في سن مبكرة حتى كانت النتيجة أن عرف بعض الناس أنهم حفظوا القرآن الكريم قبل سن العاشرة كالشافعي، وابن حنبل، والنووي رحمهم الله تعالى وغيرهم من المسلمين حتى في وقتنا الحاضر كما هو مشاهد في زمن كتابة هذه الدراسة ١٤٢٠هـ في هذه البلاد الطاهرة ولله الحمد والشكر.
كما أن المسلمين قد اهتموا بهذا القرآن الكريم في كل عصورهم وأمصارهم فمثلاً في الوقت الحاضر قامت حكومة المملكة العربية السعودية، بإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، حيث طبع المصحف الشريف بمختلف الأشكال والخطوط والأحجام المتفق عليها حسب الرسم للمصحف العثماني، مع تفسير معانيه وترجمتها بلغات مختلفة ليتمكن كل مسلم من قراءته وفهم معانيه ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تم تسجيله على الأشرطة الصوتية بمختلف القراءات، ويوزع ذلك على كثير من المسلمين وعلى حجاج بيت الله الحرام وعلى الزائرين، فجزى الله القائمين على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف كل خير وكل من ساهم معهم في نشر هذا القرآن العظيم.
وقد قال عليه الصلاة والسلام:"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"(١) .
فهذه الخيرية تشمل – بإذن الله تعالى وفضله – من تعلم القرآن الكريم وعلمه، وساهم في تعليمه ونشره بالجهد والمال، بل كل من أحب القرآن وأهله والقائمين عليه.
(١) محمد بن إسماعيل البخاري، مرجع سابق رقم الحديث ٥٠٢٧، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه.