للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وينبغي للإنسان أن يحسن الظن بأمثال الإمام في هذا، بل إنني أجزم ببطلان هذا الزعم في حق الإمام الجليل، إذ أنه لا يمكن أن يداري أو يجاري في عقيدته وهي مدار السلامة وهي العقد بينه وبين الله تعالى ولا يفعل هذا إلا الموغلون في البدعة، والذين ليسوا على رسوخ في عقيدتهم وثقة بما هم عليه، كأمثال الباطنية وغيرهم من المنافقين. ثم إن الحنابلة لم تكن لهم سلطة يمكن أن تلحق الأذى بالإمام، بل كان في أيامه كثير من المبتدعة المعاندين، ولم ينزل بهم بطش الحنابلة وبأسهم فهذه دعوى باطلة مردودة.

وقد صرح الإمام في هذين الكتابين بأنه على عقيدة أهل الحديث والزاعمون لهذا البطلان ممن انتسبوا إلى الإمام وسموا أنفسهم بالأشاعرة إنما هم في الحقيقة قد سلكوا طريقة ابن كلاب البصري وهو ما كان عليه الأشعري في طوره الثاني من أطوار اعتقاده فقد كان أولاً معتزلياً ثم تحول إلى مذهب ابن كلاب ثم استقر أخيراً على عقيدة السلف.

وادعى أتباعه أنهم هم أهل السنة والجماعة ونسبوا من آمن بالنصوص الشرعية في الصفات الإلهية وأجراها على ظاهرها بدون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، نسبوه إلى التشبيه والتجسيم وهذا عين المخالفة لإمامهم حيث صرح بإثبات الصفات التي وردت في الكتاب والسنة ورد على المعطلة والمشبهة. ولتوضيح هذه الحقيقة وتجليتها رأيت إبراز ما قرره في المقالات من مذهب أهل الحديث وصرح بأنه ملتزم به مع التعليق والإيضاح لما يحتاج إلى التعليق وذلك لبيان مدى موافقة الأشعري لمنهج السلف ومعتقدهم. ومن ثم يظهر مخالفة اتباعه له في الاعتقاد.

وأن الأشعرية متقولون على الإمام الأشعري؛ وهذا من أعظم أنواع الضلال والإضلال؛ والله المستعان، وهذا كدأب الماتريدية حيث يدعون أنهم حنفية؛ والإمام أبو حنفية براء منهم ومن عقيدتهم في التعطيل والقبورية وإلى الله المشتكى.

<<  <   >  >>