للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[القسم الرابع: اعتقاد أئمة أهل الحديث لأبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي ٢٧٧ ــ ٣٧١ صاحب كتاب المستخرج على صحيح البخاري ...]

...

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

"الحمد لله الذي جعل في كل فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم.

ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين"١.

"فضّلهم بشرف العلم، وكرّمهم بوقار الحلم، وجعلهم للدين وأهله أعلاماً وللإسلام والهدى مناراً، وللخلق قادة، وللعباد أئمة وسادة"٢.

وهم أهل الحديث الذين هم بالسُّنَّة ظاهرون وبالأتباع قاهرون يقول ابن قتيبة في وصف حالهم:

"الذين لم يزالوا بالسُّنَّة ظاهرين وبالأتباع قاهرين يُدَاجُون بكل بلد ولا يُدَاجُوْن ويستتر منهم بالنحل ولا يَسْتَتُرون، ويَصْدَعون بحقهم الناس ولا يستغشون ولا يرتفع بالعلم إلا من رفعوا ولا يتضع فيه إلا من وضعوا؟ ولا تسير الركبان إلا بذكر من ذكروا"٣.

وسموا أهل الحديث لاتباعهم الحق بدليله من الكتاب والسنة ولتتبعهم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، للعمل بها وتقديمها على كل قول، فهم الفرقة الناجية الثابتة على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه كيف لا وهم يتقربون إلى الله تعالى باتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وطلبهم آثاره.


١ الرد على الجهمية للإمام أحمد ص (٥٢) .
٢ صريح السنة للطبري ص (١٦) .
٣ الاختلاف في اللفظ ص ٢٢٤ ضمن مجموعة عقائد السلف.

<<  <   >  >>