يرى أهل السنة أن الجنة والنار مخلوقتان كائنتان في الحاضر وهذا ما قرره شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل الصابوني في كتابه عقيدة السلف أصحاب الحديث ص ٦ حيث قال: "ويشهدون أهل السنة ويعتقدون أن الجنة والنار مخلوقتان وأنهما باقيتان لا تفنيان أبداً ويؤمر بالموت فيذبح على سور بين الجنة والنار وينادي منادي يومئذ "يا أهل الجنة خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت) على ما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم". وقد عقد الإمام الحافظ الأصبهاني التميمي في كتابه الحجة ١/ ٤٧١ في الرد على الجهمية الذين يقولون إن الجنة والنار لم تخلقا. وأورد فيه الأدلة من الكتاب والسنة لبيان بطلان مذاهب الجهمية واختار دليلاً واحداً من كل منهما. أما الكتاب فقال تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً} [غافر: ٤٦] أما من السنة فقد روى بسنده إلى عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء"١. وقد أنكرت الجهمية وطوائف من المعتزلة خلق الجنة والنار وأنهما موجودتان لأن خلقها الآن عبث لا فائدة عنه والله تعالى منزه عن العبث"٢.