صلى الله عليه وسلم واحتقارهم لهم واستخفافهم بهم وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة اعتقاداً منهم في أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل عن العلم وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة وهواجس قلوبهم الخالية من الخير وكلماتهم وحججهم الباطلة {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}[محمد: ٢٣]{وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}[الحج: ١٨] قال أبو عثمان قلت: أنا رأيت أهل البدع في هذه الأسماء التي لقبوا بها أهل السنة ولا يلحقهم شيء منها فضلا من الله ومنة سلكوا معهم مسلك المشركين لعنهم الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اقتسموا القول فيه فسماه بعضهم ساحراً، وبعضهم كاهناً وبعضهم شاعراً وبعضهم مجنوناً، وبعضهم مفتوناً، وبعضهم مفترياً مختلقاً كذاباً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم من تلك المعائب بعيداً بريئاً ولم يكن إلا رسولاً مصطفى نبياً قال الله عز وجل {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً}[الفرقان: ٩] وكذلك المبتدعة خذلهم الله اقتسموا القول في جملة أخباره ونقلة آثاره ورواة أحاديثه المقتدين به المهتدين بسنته المعروفين بأصحاب الحديث فسماهم بعضهم حشوية وبعضهم مشبهة وبعضهم نابتة وبعضهم ناصبة وبعضهم جبرية وأصحاب الحديث عصامة من هذه المعايب بريئة زكية نقية وليسوا إلا أهل السنة المضية والسيرة المرضية والسبل السوية والحجج البالغة القوية فقد وفقهم الله جل جلاله لإتباع كتابه ووحيه وخطابه والإقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أحسن الشيخ فيما قال في حقهم فلله دره كم من عظيم السجايا والصفات التي اتصف بها أهل الحديث ولم يقر لهم بها أهل البدع، وكم رموا بالتهم وهم منها براء وكم تجنى عليهم السفهاء، فبرأهم الله مما قاله الشانئون، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.