للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو عبيدة ابن زياد الأصبهاني:

"دينُ النبيِ محمدٍ أخبارُ ... نعم المطيةُ للفتىَ آثارُ

لا تُخْدعَنَّ عن الحديث وأهلهِ ... فالرأيُ ليلٌ والحديثُ نهارٌ

ولرُبما غلط الفتىَ سُبلَ الهْدىَ ... والشمسُ بازغةٌ لها أنوارُ١

ولا يضرهم ما سمْاهم به أهل الكلام من الألقاب المنبوذة والألفاظ الشنيعة لِيُنَفِّروا عنهم الناس فيقولون عنهم: "الحشوية، والنابتة، والمجبرة وغير ذلك".

قال الحاكم: "كل من ينسب إلى نوع من الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة ويسميها الحشوية"٢.

وقال ابن قتيبة: "وهذه كلها أنباذ لم يأت بها خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أتى عنه في القدرية أنهم مجوس هذه الأمة.. فهذه أسماء من رسول صلى الله عليه وسلم، وتلك أسماء مصنوعة"٣.

وقال الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي: "اعترضت طائفة ممن يشنأ الحديث ويبغض أهله فقالوا بنقص أصحاب الحديث ازدراءَ بهم وأسرفوا في ذمهم والتقوّل عليهم وقد شرّف الله الحديث وفضَّل أهله وأعلى منزلته وحكمه على كل نحلة وقدّمه على كل علم، ورفع من ذكر من حمله وعني به، فهم بيضة الدين ومنار الحجة"٤ فمن يبغض أهل الحديث فهو على البدعة ومن يحبهم فهو على السنة. قال أحمد بن سنان القطان:

"ليس في الدنيا مبتدع إلا وهُو يبغض أهل الحديث، فإذا ابتدع الرجل نزع حلاوة الحديث من قلبه"٥.


١ شرف أصحاب الحديث ص (٧٦)
٢ معرفة علوم الحديث ص (١٤) .
٣ تأويل مختلف الحديث ص (٨٢) .
٤ المحدث الفاصل ص (٤) .
٥ شرف أصحاب الحديث ص (٧٣) ومعرفة علوم الحديث ص (٤) .

<<  <   >  >>