٢ في كتاب عقيد السلف أصحاب الحديث (من زعم) . ٣ مسألة اللفظ بالقرآن اضطرب فيها أقوام من أهل الحديث والسنة قال ابن قتيبة في كتاب الاختلاف في اللفظ ص٢٤٥: "ثم انتهى بنا القول إلى ذكر غرضنا من هذا الكتاب، وغايتنا من اختلاف أهل الحديث في اللفظ بالقرآن وتشانئهم وإكفار بعضهم بعضاً. وليس ما اختلفوا فيه مما يقطع الألفة ولا مما يوجب الوحشة. لأنهم مجموعون على أصل واحد وهو القرآن كلام الله غير مخلوق" وقال ابن القيم: "وأئمة السنة والحديث يميزون بين ما قام بالعبد وما قام بالرب والقرآن عندهم جميعه كلام الله حروفه ومعانيه، وأصوات العباد وحركاتهم وأداؤهم وتلفظهم كل ذلك مخلوق بائن عن الله" إلى أن قال: "البخاري أعلم بهذه المسألة وأولى بالصواب فيها من جميع من خالفه وكلامه أوضح وأمتن من كلام أبي عبد الله فإن الإمام أحمد سد الذريعة حيث منع إطلاق لفظ المخلوق نفياً وإثباتاً على اللفظ) إلى أن قال: "والذي قصده أحمد أن اللفظ يراد به أمران: أحدهما: الملفوظ نفسه وهو غير مقدور للعبد ولا فعل له. الثاني: التلفظ به والأداء له وفعل العبد. فإطلاق الخلق على اللفظ قد يوهم المعنى الأول وهو خطأ وإطلاق نفي الخلق عليه قد يوهم المعنى الثاني فمنع الإطلاقين وأبو عبد الله البخاري ميز وفصل وأشبع الكلام في ذلك وفرق بين ما قام بالرب وما قام بالعبد وأوقع المخلوق على تلفظ العباد وأصواتهم وحركاتهم وأكسابهم ونفى اسم الخلق عن الملفوظ وهر القرآن الذي سمعه جبرائيل من الله وسمعه محمد من جبرائيل". مختصر الصواعق (٢/ ٣٠٦، ٣١٠ -٣١١) . تنبيه: لقد زعم كثير من أهل الأهواء أن الإمام البخاري قال لفظي بالقرآن مخلوق ولكن بعد التحقيق تبين أن نسبة هذا القول للإمام البخاري رحمه الله من قبل شهادة الزور عليه وأنه براء من هذه المقالة ولقد صرح الإمام البخاري نفسه أن من قال إني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فقد كذب علي. قال محمد بن نصر: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: "من زعم أني قلت الفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقله". فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه. فقال: "ليس إلا ما أقول". طبقات الحنابلة (١/٢٧٧) ، سير أعلام النبلاء (١٢/٤٥٧) وقال أبو عمر والخفاف: "أتيت البخاري فَناظرتُهُ في الأحاديث حتى طابت نفسه. فقلت: يا أبا عبد الله ها هنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة فقال: يا أبا عمرو احفظ ما أقول لك: "من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة ومكة والمدينة أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقله إلا أني قلت: أفعال العباد مخلوقة" تاريخ بغداد (٢/٣٢) ، مقدمة فتح الباري (٤٩٢) سير أعلام النبلاء (١٢/ ٤٥٧ - ٤٥٨) . إذن الثابت عنه أنه قال أفعالنا مخلوقة فيدخل في هذا تلفظ القارئ بالقرآن وكتابة الكاتب لألفاظ القرآن وحفظ الحافظ للقرآن وجهر القارئ بالقرآن وحسن صوته وتغنيه بالقرآن فهي أمور مخلوقة لأنها من أفعال العباد، فهذا ما ذهب إليه رحمه الله، وهذا تفصيله في المسألة فتأمل.