للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

{وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ} ١.

وأما الحنفية فقال الشيخ قاسم في شرح "درر البحار": النذر الذي يقع من أكثر العوام وهو أن يأتي إلى قبر بعض الصلحاء قائلا: يا سيدي فلان، إن رد غائبي، أو عوفي مريضي، أو قضيت حاجتي فلك كذا وكذا باطل إجماعاً؛ لوجوه منها: أن النذر للمخلوق لا يجوز، ومنها: ظن أن الميت يتصرف في الأمر واعتقاد هذا كفر، إلى أن قال: إذا عرف هذا فما يؤخذ من الدراهم والشمع والزيت.. ونحوها، وينقل إلى ضرائح الأولياء فحرام بإجماع المسلمين، وقد ابتلي الناس بهذا لا سيما في مولد أحمد البدوي، فتأمل قول صاحب النهر مع أنه بمصر ومقر العلماء كيف شاع بين أهل مصر ما لا قدرة للعلماء على دفعه، فتأمل قوله: من أكثر العوام أتظن أن الزمان صلح بعده؟

وأما المالكية فقال الطرطوشي في كتاب "الحوادث والبدع" روى البخارى عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حديثو عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون حولها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال: "الله أكبر، هذا كما قال بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة لتركبن سنن من كان قبلكم " فانظروا رحمكم الله - أينما وجدتم سدرة يقصدها الناس وينوطون بها الخرق فهي ذات أنواط فاقطعوها ...

وأما كلام الشافعية فقال الإمام محدث الشام أبو شامة في كتاب "الباعث على إنكار البدع والحوادث" وهو في زمن الشارح وابن حمدان - وقد وقع من جماعة من النابذين لشريعة الإسلام المنتمين إلى الفقر الذي حقيقته الافتقار من الإيمان من اعتقادهم في مشايخ لهم ضالين، فهم داخلون تحت قوله: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} ٢.


١ سورة الإسراء آية: ٦٧.
٢ سورة الشورى آية: ٢١.

<<  <   >  >>