للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وبهذه الطرق.. وأمثالها كان مبادئ ظهور الكفر من عبادة الأصنام وغيرها ... ) ١.

ويلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالة على إنكار ما اتهم به من التكفير بالعموم، أو سب الصالحين، وبين أنه يعتمد في أقواله على ما وافق النصوص من الكتاب والسنة، "وأما القول: إنا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون به عن هذا الدين، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم.

وأما الصالحون فهم على صلاحهم -رضي الله عنهم- ولكن نقول: ليس لهم شيء من الدعوة، قال الله: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} ٢ وأما المتأخرون -رحمهم الله- فكتبهم عندنا، فنعمل بما وافق النص منها، وما لا يوافق النص لا نعمل به ... "٣.

"وأما متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فواجب على أمته متابعته في الاعتقادات والأقوال والأفعال، قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} ٤. وقال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" فتوزن الأقوال والأفعال بأقواله وأفعاله، فما وافق منها قبل، وما خالف رد على فاعله كائنا من كان، فإن شهادة أن محمدا رسول الله تتضمن تصديقه فيما أخبر به، وطاعته ومتابعته في كل ما أمر به، وقد روى البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى" ٥.


١ المصدر السابق الرسالة الحادية عشر ص٦٨/٧٢.
٢ سورة الجن آية: ١٨.
٣ المصدر السابق الرسالة الخامسة عشرة ص١٠١.
٤ سورة آل عمران آية: ٣١.
٥ البخاري: الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٢٨٠) , وأحمد (٢/٣٦١) .

<<  <   >  >>