للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فتأمل - رحمك الله - ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعده والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين، وما عليه الأئمة المقتدى بهم من أهل الحديث والفقهاء، كأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، رضي الله عنهم أجمعين لكي نتبع آثارهم ... ) ١.

ويصرح في غير موضع بأنه لا يدعو إلى مذهب، إنما يدعو إلى الكتاب والسنة "ولست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم، أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم، بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم، وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق"٢.

ثانيا: منهجه في الدعوة إلى العقيدة يرتكز على الأدلة من الكتاب والسنة:

تحتل الدعوة إلى توحيد الله تعالى والبراءة من ضروب الشك المكانة الأولى لدى الشيخ محمد بن عبد الوهاب أسوة برسول الله، فالعقيدة لب الأديان السماوية وعليها تقوم الشريعة، وكتاب "التوحيد الذي هو حق الله على العبيد" يحتل الصدارة في كتب الشيخ، واذا تناول المرء هذا الكتاب وجد من أخص مميزاته أنه يذكر الباب، ثم يسوق الأدلة من الكتاب فالسنة فما أثر عن سلف هذه الأمة ثم يتبع هذا بالمسائل التي تستنبط من الأدلة، ويكفي أن نذكر هنا بعض النماذج للتعرف على نسق الكتاب.


١ المصدر السابق - الرسالة السادسة عشر - ص١٠٦، ١٠٧.
٢ المصدر السابق - الرسالة الخامسة والثلاثون - ص٢٥٢.

<<  <   >  >>