وقد انتقل تدوين السيرة إلى جيل جديد في الربع الأخير من القرن الثاني الهجري ومطلع القرن الثالث، وكان منهم أعلام:(١) هشيم بن بشير، (٢) وإبراهيم بن سعد أبو إسحق، (٣) وعلي بن مجاهد، (٤) ويحيى بن سعيد الأموي، (٥) وإبراهيم بن محمد، (٦) والوليد بن مسلم، (٧) وعبد الله بن وهب المصري، (٨) وعبد الرزاق الصنعاني، ويبلغ الأمر قمته عند (٩) محمد بن عمر الواقدي المتوفى ٢٠٧هـ.
١- أما هشيم بن بشير بن أبي حازم الواسطي، أبو معاوية المتوفى ١٨٣هـ (١) .
ولد سنة أربع ومائة، وأخذ عن الزهري، وعمرو بن دينار بمكة، وهما أكبر شيوخه، ولم يكثر عنهما، وروى عن أيوب السختياني، وسليمان التيمي، ويحيى بن سعيد الأنصاري وحميد الطويل، والأعمش وغيرهم. وأخذ عنه: شعبة، ومالك، والثوري ومحمد بن إسحق وهم أكبر منه ومن أشياخه، وروى عنه خلق كثير منهم: ابنه سعيد، وابن المبارك ووكيع، وأحمد بن حنبل. قال محمد بن سعد: كان ثقة كثير الحديث، ثبتاً يدلس كثيراً فما قال في حديثه: أخبرنا فهو حجة، ومالم يقل فيه أخبرنا فليس بحجة.
وسكن ببغداد، ونشر بها العلم وصنف التصانيف، وكان كثير الحديث، وأثنى عليه الأئمة في حفظه وتثبته، وإمامته، وكان من أوائل المصنفين في
(١) ترجمته في: طبقات ابن سعد ٧/٣١٣، التاريخ الكبير للبخاري ٨/٢٤٢، الجرح والتعديل ٩/١١٥، مشاهير علماء الأنصار ١٧٧، تاريخ بغداد ١٤/٨٥، وتهذيب الكمال ٣٠/٢٧٢، سير أعلام النبلاء ٨/٢٨٧، تذكرة الحفاظ ١/١٤٨، ميزان الاعتدال ٤/٣٠٦، تهذيب التهذيب ١١/٥٩.