للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أينما كانوا، لا بمعنى التشريك

٢٦ - قول ابن كثير رحمه الله (٧٧٤ هـ)

قال في تفسير قوله تعالى {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ ... } الآية:

"أي مطلع عليهم يسمع كلامهم وسرهم ونجواهم، ورسله أيضاً مع ذلك تكتب ما يتناجون به مع علم الله به وسمعه له كما قال تعالى {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} . ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن مراد بهذه الآية معية علمه تعالى ولا شك في إرادة ذلك"٢.

٢٧ - قول الشوكاني رحمه الله (١٢٥٠هـ)

قال في تفسير قوله تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} : "أي بقدرته وسلطانه وعلمه" ٣.

وقال في تفسير قوله تعالى {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ} الآية: "مستأنفة لتقرير سمو علمه وإحاطته بكل المعلومات ... ومعنى {أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} إحاطة علمه بكل تناج يكون منهم في أي مكان من الأمكنة"٤.

قال الشوكاني رحمه الله في شرح حديث "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني"٥.

قال: "فيه تصريح بأن الله تعالى مع عباده عند ذكرهم له، ومن مقتضى


١عقائد الثلاث وسبعين فرقة ٢/٥٢٣-٥٢٤.
٢ انظر: تفسير ابن كثير ٤/٣٢٢.
٣ انظر: فتح القدير ٥/١٦٦.
٤ انظر: فتح القدير ٥/١٨٧
٥ تقدم تخريجه

<<  <   >  >>