القحبه الفاجرة، وأصلها من القحاب، وهو السعال، وكانت العاهرة إذا أحست بأحد سعلت، ليعلم مكانها فسميت بذلك.
يقول: أي عار عليك في قتل أبيك إنما هي ضربة بالسيف، والرجل قد يضرب الضربة والضربتين، ولا يلحقه في ذلك عار، وكذلك أي ضرر عليك بأن تنسب إلى الغدر، فليس هذا بأكثر من نسبة تنسب إليها، وأنت مخلوق من المخازي، وأي عار عليك في كون أمك فاجرة تنكح، فإن النساء لذلك خلقن أي للنكاح! هذا كله هزؤ به. وأنت كلب للؤمك وخستك، فلا ضرر على الكلب في أن يكون ابن كلبة. وما هذه نافية، وفيما قبلها استفهام.
ما ضرّها من أتاها ... وإنّما ضرّ صلبه
الهاء في صلبه لمن وما للنفي.
يقول: لم يضرها كثرة من وطئها؛ لأنها كانت تشتهي ذلك! ولكن الذي أتاها أوهن صلبه بإتيانها، على ما قيل في نكاح العجوز من زيادة الضرر.
ولم ينكها ولكن ... عجانها ناك زبّه
العجان: ما بين الدبر إلى أصل الخصية، والزب: قضيب الرجل.
يقول: واطؤها لم يواقعها تلذذاً بمواقعتها، بل كانت الرغبة من جهتها والتلذذ كان لها، وكان الفعل منسوباً إليها فكأنها هي الناكحة دون ناكحها.
يلوم ضبّة قومٌ ... ولا يلومون قلبه
وقلبه يشتهّي ... ويلزم الجسم ذنبه
يقول: الناس يلومون ضبة بأفعاله القبيحة، وإنما يجب أن يلوموا قلبه لأنه هو الذي يشتهي، فأي ذنب للجسم.
لو أبصر الجذع فعلاً ... أحبّ في الجذع صلبه
الفعل: كناية عن الأير. وروى مكانه شيئاً بهذا المعنى.
يعني: أنه من حبه للأير لو كان الجذع أيرا لاشتهى أن يصلب عليه.
يا أطيب الناس نفساً ... وألين النّاس ركبه
وأخبث النّاس أصلاً ... في أخبث الأرض تربه
وأرخص النّاس أمّاً ... تبيع ألفاً بحبّه
قوله: يا أطيب الناس نفسا: كناية عن سماحته بأهله، وقوله: وألين الناس ركبة كناية عن أبنته.
يقول: أصلك أخبث أصل، وبلدك أخبث بلد، وأنت تبيع ألف أم بحبة واحدة.
كل الفعول سهامٌ ... لمريم وهي جعبه
الفعول: كناية عن الأيور، شبهها بالسهام وشبه أمه بالجعبة وأن اسمها مريم على جهة السخرية، نسبها لمريم بنت عمران في حصانتها.
وما على من به الدّا ... ء من لقاء الأطبّه
يقول: ليس عليها لوم في فجورها، فإن ذلك لحكاك في رحمها، وصاحب الداء لا يلام على لقاء الأطبة، لتشفيه من دائه.
وليس بين هلوكٍ ... وحرّةٍ غير خطبه
الهلوك: الفاجرة من النساء.
يقول: هي وإن كانت زانية فلا عار عليها في ذلك، إذ ليس بين الزانية وبين الحرة فرق إلا هذا العقد، وأما من حيث الصورة فيستويان.
يا قاتلاً كلّ ضيفٍ ... غناه ضيحٌ وعلبه
وخوف كلّ رفيقٍ ... أباتك اللّيل جنبه
الضيح: اللبن الممزوج بالماء، والعلبة: قدح من جلد يكون مع الراعي.
يقول: إذا نزل بك ضيف فقير يغنيه شرب اللبن الممزوج بالماء، وقصعة يشرب بها اللبن، قتلته وأخذت ما معه. فكيف تفعل بالأغنياء! وأنت ممن يخافه كل رفيق، وصاحب ينزل به ويبيت عنده، ونصب جنبه لأنه مفعول ثان من أبات وقيل ظرف.
كذا خلقت ومن ذا ... الّذي يغالب ربّه!
يقول: أنت معذور على غدرك، فأنت طبعت عليه فمن يقدر أن يحولك على طبعك عليه.
ومن يبالي بذمٍّ ... إذا تعوّد كسبه؟
يقول: أنت تعودت هذا الغدر، ومن كسب مثل ذلك لا يأنف منه، كما لا يأنف الحجام من حجامته لما كان ذلك كسبه.
أما ترى الخيل في النّخ ... ل سربةً بعد سربه
على نسائك تجلوا ... أيورها منذ سنبه
وهنّ حولك ينظر ... ن والأخيراج رطبه
النخل: موضع يعنيه، وقبل: أراد به حقيقة النخل، والسربة: القطعة من الخيل، والسنبة: القطعة من الزمان. وتحلوا. تظهر. وروى أيورها وفعولها وهي كناية عنها.
يقول: أما ترى خيولنا كيف تعرض أيورها على نسائك؟! منذ زمان! ونساؤك حولك ينظرن إلى الأيور وأخراجهن رطبة لها.
وكلّ غرمول بغلٍ ... يرين يحسدن قنبه
الغرمول: للبغل والفرس. والقنب: وعاء الغرمول.
يقول: إذا نظرت نساؤك إلى أيور البغال حسدن قنب أيورهن، ويشتهين أن يكون أخراجهن وعاء لها: أي أرحامهن.
فسل فؤادك يا ضب ... ب أين خلّف عجبه؟