يسوده القلق والتوتر، ويخيم عليه الشقاء والشقاق، وينتهي أمره إلى الخيبة والخسران والهلاك.
إن من يلقي بنفسه في سموم المسكرات يسهل عليه أن يبذل كل غال ونفيس، ويضحي بكل عزيز. من أجل الوصول إليها، والحصول عليها، حتى ولو كان ذلك من أضيق المسالك، وأخطر الطرق، فقد يسرق أو يختلس، بل ويتخلى عن جميع القيم والأخلاق ليحصل على المادة التي يصل، بها إلى ما يريد، ويسير في هذا المسلك الوعر إلى أن تضعف قواه الجسدية والعقلية، فيصبح غير قادر على العمل، فيكون عالة على أسرته ومجتمعه، وقد ينتهي به الحال إلى الإعاقة الكاملة، أو التشوه بعد أن يفقد كل مميزاته الإنسانية من عقل وخلق، ومقوماته الاجتماعية، من عمل مثمر، أو وظيفة نافعة، أو صناعة رابحة، كما يفقد أهله وعشيرته، وأصدقاءه، وأحبته، وفي ذلك ضياع للفرد الذي هو كيان الأسرة، ولبنة في قيام المجتمع، وإذا فقدت الأسرة كيانها حل بها التمزق، فيصبح بناء المجتمع هشا ضعيفا، لا يستطيع أن يقف أمام العواصف المعادية، والتيارات الوافدة، ويصير فريسة سهلة لأي عدو يتربص به الدوائر١.
١ حكم الشريعة الإسلامية في المسكرات للدكتور/ محمد الوائلي: ٣٠- ٣١.