ويحتاجون إلى البحوث المفصلة التي تزعج عقول مَنْ يعتمد على مؤلفات المستشرقين وأهل الأهواء ويرجع إليها رغبة في معرفة الدين الإسلامي، ومن أهم وظائف العلماء اليوم أن ينشروا الحق عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وسلوكه وأوامره ونواهيه حتى يتبين للناس أنه أرسل رحمة للعالمين ودعا إلى الصراط المستقيم، وامتاز بالخلق العظيم وكان فيه أسوة حسنة لكل من يرجو الله واليوم الآخر ويذكر الله كثيرا. كما يجب على المؤرخين أن يأخذوا بعين الاعتبار عقائد القراء وميولهم لأن كثيرا منهم غير مسلمين يريدون أن يتعرفوا على الإسلام. فمن القراء الناطقين باللغة الروسية من غير المسلمين: اليهود والنصارى المتعصبون الذين هم في حاجة إلى دعوة ملحة موجهة بالحكمة والموعظة الحسنة، ومنهم من تكونت عقيدته تحت تأثير الدعوة الشيوعية الملحدة، فأصبح لا يصدق كل ما لا يمكن شرحه بالقوانين الطبيعية. وإن معظمهم اليوم يتعرفون على الإسلام من كتب المستشرقين المتاحة لديهم، وعلينا أن نبين لهم الحق بالحجج الدامغة والأساليب السهلة.
وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل جميع أعمالنا خالصة لوجهه الكريم نافعة لنا ولسائر المسلمين، وأن يضعها في ميزان حسناتنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.