ليست مدرسة الاستشراق الروسية غنية بالمؤلفات المخصصة للسيرة النبوية وهذا يعود لأسباب تاريخية، ففي عهد روسيا القيصرية اهتم المستشرقون بدراسة القرآن الكريم وتأسيس منهج موجه لنقد الكتاب المقدس عند المسلمين. وقد عرقلت الرقابة القيصرية عقوداً طويلة من الزمن نشر الكتب والترجمات الإسلامية التي تخالف سياسة الامبراطورية الروسية ومن جملتها الكتب التي تتحدث عن شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك قبيل زوالها. وهذا إنما يدل على تحيز هذه المدرسة منذ تأسيسها.
يعد كتاب "محمد، حياته وتعليمه الديني" من أول الكتب الروسية في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكاتبه هو المفكر النصراني سولوفيوف (١٨٥٣-١٩٠٠م) ، الذي حكم عليه رجال الدين النصارى في زمانه بالردة بسبب انتقاده قواعد الدين النصراني، ومحاولة الإصلاح بين الفرق النصرانية، بحسب اعترافه الشخصي، وكان المصدر الأساسي لكتابه هو ترجمات معاني القرآن الكريم باللغة الروسية واللغات الأوروبية الأخرى، آخذا بنصيحة المستشرق المشهور روزين، اعتمد سولوفيوف على ترجمات كل من:
(Rodwell, El-Kor'an, nd edition, London) روديول.
وروكيرت (Ruckert Der Kor'an, Herausgegben von August Muller Muller) .