وبما أن المؤلف لا يعرف اللغة العربية لم يكن قادراً على الاطلاع على مصادر المؤرخين المسلمين، لذا اكتفى بدراسة كتب المستشرقين الأوروبيين مثل: نيكولا كوزانوس (Nikolaus Cusanus, De cribratione alchoran) ، وكوسه دي برسيفال (Caussin de Perceval, Histoire des Arabes) ، وسبرينجر (Sprenger, Das Leben und die Lehre des Mohammed] ، وويلهوزن (Wellhausen, Skizzen und Vorarbeiten) ، وأوجوست مولير (August Muller, Der Islam im Morgen und Abendland) , وهوبرت جريمي (Hubert Grimme, Mohammed) , وروبيرتسن سميث (Robertson Smith, The Religion of Semites) .
ويتضمن كتابه هذا بحثا كاملا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه عرض لأهم العقائد الإسلامية، فإنه يعد رأي نصراني معتدل نسبيا عن الإسلام ونبي الله صلى الله عليه وسلم، وقد حاول سولوفيوف ألاَّ ينحاز عند تقويمه لأحداث التاريخ الإسلامي وقضاياه العقدية، ولكن ارتباطه بالدين النصراني ترك آثارا واضحة في كتابه. ومع ذلك يختلف هذا البحث عمّا كتبه المستشرقون الروس بعده في كون مؤلفه يثق بروايات المسلمين عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا شك أنه لم يكن لديه أدنى تصور عن صحة الأسانيد وضعفها؛ ولذا كان يعتمد على جميع الروايات التي وقف عليها.
ويختلف موقف سولوفيوف عن مواقف كثير من المستشرقين الغربيين في أواخر القرن التاسع عشر الذين ازدروا الحضارة الإسلامية والعرب عامة. حيث إنه يردُّ بقوة على افتراء بعض المستشرقين أن اليهود هم الذين أشاعوا أن للعرب علاقة بقصة إسماعيل المذكورة في كتابهم المقدس، وأن هذا في