الأصل غير صحيح، وأن مكة في الأصل قرية اليهود. وهذه الفرضية الأخيرة معروفة في الاستشراق بنظرية دوزي.
كما انتقد المؤلف بعض المؤرخين مثل أوجوست مولير الذي شكك في صحة نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنكر أن يكون قصي وهو من أجداد النبي صلى الله عليه وسلم شخصية تاريخية حيث يقول: إن هؤلاء الباحثين يثبتون معنا أن عبد المطلب شخصية تاريخية، ومن المعلوم أن بين عبد المطلب وقصي الذي يعدونه شخصية خرافية جيلين فقط، وليس ثمة قاعدة تبين الدرجة التي يتحول فيها الجد الحقيقي إلى جد خرافي، ومما يمكن اعتباره قاعدة عامة أن جد الأب التابع لشخصية تاريخية لا يُعَدُّ شخصية خرافية محضة. اهـ
ويشير المؤلف إلى كثير من محاسن الإسلام ويدافع عن الأسس الأخلاقية في القرآن الكريم ويرد على مؤرخي زمانه المعتدين. ولكنه يؤكد أن بين الإسلام التقليدي عند الشعوب المسلمة في روسيا وبين الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فرقاً كبيراً حيث قال:"ومما لا يستغنى عن ذكره، أن التعاليم الدينية عند محمد المحفوظة في القرآن والمذكورة في هذا الكتاب، تختلف عن الإسلام المتأخر المعروف عندنا بدين محمد كما تختلف مواعظ وشرائع بوذا عن عقائد البوذية الشمالية أو اللاموية". اهـ
ولكن موقف سولوفيوف من شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم غير ثابت ومتناقض، حيث اعترف أن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي من بني إسماعيل المذكور في الكتاب المقدس هذا من جهة؛ وينتقد بعض أفعاله وأوامره ويزعم أنه لم يستطع حلَّ بعض الإشكالات الدينية وأن تعاليم الإسلام غير كاملة وأنها عصارة فكر محمد صلى الله عليه وسلم من جهة أخرى.