للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أثبت سولوفيوف صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان متيقنا برسالته ولم يكن كذابا، ويذكر أن تلقيه للوحي يتوافق مع التجارب النفسية وله أمثلة في التاريخ. ومع ذلك يحدد من صلاحيات النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: إنه لم يَدَّع قط أن له مقاصد عالية تتطلب معجزات وكمال أخلاق، بل أكَّد أكثر من مرة أنه لم يُكلَّف بهذا. اهـ

اهتم المؤلف بوصف الوضع الديني قبل البعثة فحاول وصف حياة مشركي العرب وعباداتهم وتقاليدهم حيث يقول: مثل هذه العبادة لا تقيم أي علاقة بين العبد والإله، ولا تلبي الاحتياجات الدينية ولا تخدم الوحدة العقدية والاجتماعية. اهـ

وإلى جانب ذلك أشار إلى بقاء حنيفية إبراهيم - عليه السلام - عند العرب حيث يقول: "ذكر دين التوحيد المتعلق بأسماء إبراهيم وإسماعيل لم ينقرض من بلاد العرب". اهـ

واعترف أن عرب الحجاز لم يكن لديهم صلة مع الكنيسة الأرثوذكسية ومع ذلك يؤكد أنهم كانوا يتعاملون مع الفرق النصرانية الأخرى التي هي في نظره مبتدعة؛ لأنهم حرّفوا أصل الدين النصراني الذي هو الاتحاد الكامل بين العبد والإله. وفي نظره فإن محمدا صلى الله عليه وسلم تألفت عقيدته من مزيج من حنيفية إبراهيم - عليه السلام - وعقائد تلك الفرق النصرانية المبتدعة؛ لذا يعد دينه غير كامل. ولكنه لم يجد دليلا يقدمه على أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعلَّم من النصارى، ويعترف بهذا قائلا: القرب بين الإسلام والبدع النصرانية مما لا شك فيه، ولكن الصلة التاريخية بينهما لا يمكننا إثباتها مع أنها مزعومة منذ زمان، كما جاء في نظرية نيكولا كوزانوس الذي عاش في القرن الخامس عشر الميلادي

<<  <   >  >>