للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الثاني، فابتداؤه يكون من الثلث الآخر، وَهو وقت القيام للتهجّد. قال:

وقوله: " في جوف الليل " يحتمل أن حالاً من الرب؛ أي قائلاً في جوف الليل: " من يدعوني فأستجيب [له] " سَدت مسَدّ الخبر، أو من العَبْد أي قائما في جوف الليل داعيًا، مستغفرًا على نحو قولك ضربني زيدًا قائمًا، ويحتمل أن يكون خبرًا الأقرب.

فإن قلت مَا الفرق بين قوله في هذا الحديث: " أقْرَبُ مَا يكُوُن الرَّب من العَبْدِ " وفي الحديث الآخر: "أقرب مَا يكون العبد من ربه وَهو سَاجد". قلت: " رحمة الله سابقة، فقرب رَحمة الله من المحسنين سَابق على إحسَانهم، [فإذا سجدُوا] قربوا من ربهم بإحسَانهم، كما قال تعَالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩) } وَفيه أن توفيق الله، وَلطفه، وإحسَانه سَابق على عمل العَبْد، وسبَب له، وَلولاه لم يصْدر من العَبْد خير قط. وَفي قوله: " فإن اسْتَطَعْتَ " إشارة إلى تعظيم شأن الذكر، وتفخيمه، وفوز من يستعد به، وَمن ثمّ قالَ: " أنْ تكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ الله " أي تنخرط في زمرة الذاكرين الله، ويكُون لك مسَاهمة فيهم وَهو أبلغ مما لو قيل: إن استطعت أن تكون ذاكرًا".