بعد انتهائي من مرحلة الماجستير بدأت أبحث وأتتبع فهارس المخطوطات لاختيار موضوع يناسب رسالة الدكتوراه، أخدم فيه السنة النبوية، وبعد استشارة، وتقديم، وتأخير، وسؤال عما حقق، وسجل، اقترح عليّ الأستاذ الدكتور سعدي الهاشمي تحقيق كتاب "قوت المغتذي على جامع الترمذي" فانشرحت نفسي للموضوع؛ وذلك للأسباب التالية:
١- مكانة المؤلف العلمية، فالإمام السيوطي عالم ذائع الصيت، مشهود له برسوخ القدم في العلم، وإجادة فن التأليف.
٢- أهمية الكتاب العلمية، حيث إنه يتعلق بأهم مصدر من مصادر السنة النبوية وهو كنز ثمين أودع فيه مؤلفه -رحمه الله- نقولات من أمهات المصادر -بعضها مفقود حتى الآن- حاول من خلالها كشف اللثام عما رأى أنه بحاجة إلى ذلك، سواء أكان ذلك يتعلق بالإسناد أو بالمتن.
٣- الرغبة الشخصية في اكتساب الخبرة من شروح العلماء
المختلفة ومناهجهم في شرح أحاديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واستخراج الأحكام الشرعية منها.
٤- الرغبة الشديدة في ممارسة تحقيق أثر من آثار العلماء الأعلام في خدمة السنة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام وتطبيق القواعد المتعارف عليها عند أهل الفن في تحقيق النصوص والمقابلة بين النسخ المختلفة.
ْولهذه الأسباب وغيرها مما لا مجال لذكره هنا عقدت العزم على تحقيق هذا السفر المبارك، وطلبت من فضيلته أن يكون مشرفًا عليّ في تحقيقه فوافق بعد اعتذار، وذلك لكثرة أعماله، والرسائل التي يشرف