"يصح إجراء الظن على ظاهِره؛ أي أعامله على حسب ظنه، وأفعل به مَا يتوقعه مني، والمراد الحث على تغليب الرجاء على الخوف وحسن الظن بالله، ويجوز أن يفسّر بالعِلم والمعنى أنا عند يقينه بي وعلمه بأن مصيره إليّ، وحسابه عليّ، وأن ما قضيت له من خير وشرّ فلا مَرد له، "لا مُعطي لما منعت، ولا مَانع لما أعطيت". أي إذا تمكن العبد في مقام التوحيد ورسخ في الإيمان والوثوق بالله تعَالى قرب منه وَرفع دونه الحجاب بحيث إذا دعاه أجاب، وإذا سأله استجاب.
"وَأنا معَهُ حِينَ يَذْكُرني". أي بالتوفيق، والمعُونة أو أسمع ما يقول.
"فإن ذَكَرني في نَفْسِهِ". أي سرًّا أو خفية إخلاصًا، [وتجنبًا] للرياء.
"ذكَرتُه في نفسِي". أي أُسِرُّ بثوابه على منوال عَمله، وأتولى بنفسِي إثابته لا أَكله إلى أحَد من خلقي.
"وَإنْ ذَكَرني في مَلأٍ ذَكَرتهُ في مَلأٍ خَيْرٍ منْه". أي ملأ من الملائكة المقربين، وأرواح المرسلين، والمراد منه مجازاة العبد بأحسَن مما فعَلهُ وأفضل مما جاء به" انتهى كلام البيضاوي، قال الطيبي: