للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

" المِفتاح " (١) وهو أن يؤتى بلفظٍ له معنيان بالاشتراك، أو بالحقيقة والمجاز، [أو بالمجاز] (٢) ويراد به أحد معنييه، ثم يؤتى بضميره مرادًا به المعنى الآخرَ كقوله:

إذا نزل السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابًا (٣)

أتى بلفظ السماء وأراد به المطر، ثم بضميره مريدًا به النبات.

قالوا: ولم يقع في القرآن (٤) " استخدام " إلَاّ (٥) على هذه الطريقة، وليس كما ظنوا فقد استخرجت بفكري أربع آيات وقع فيها " استخدام " على هذه الطريقة وأوردتها في كتاب " الإتقان " (٦) .

الطريقة الثانية: [طريقة] (٧) " المصباح " (٨) ، أن يؤتى بلفظ مشترك ثم بلفظين يفهم من أحدهما أحد المعنيين، ومن الآخر، كقوله تعالى: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ (٩) } (١٠) الآية، فالصلاة يُحتمل أن يُراد بها فعلُها وموضعُها، وقوله: {حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} يَخْدِم الأول، و {إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ (١١) قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ} يخدِمُ الثَّاني، إذا علمت ذلك، فلم أجد في الحديث ما فيه " استخدام " على الطريقة الأولى، إلَاّ أن يكون


(١) وهي طريقة السكاكي في كتابه " المفتاح ".
(٢) "أو بالمجاز" مضروب عليه في الأصل، ولعل حذفها أصوبُ والله أعلم.
(٣) البيت للفرزدق، في الصحاح "سماء" (٦/٣٥٢) .
(٤) في (ك) : "القراءة".
(٥) في (ك) : "لها".
(٦) الإتقان في علوم القرآن (٢/١٠٨) .
(٧) "طريقة" ساقطة من الأصل.
(٨) وهي طريقة بدر الدين بن مالك في كتابه " المصباح ".
(٩) "الصلاة" مكررة في (ك) .
(١٠) سورة النساء، آية: ٤٣.
(١١) في الأصل "ولا". سورة النساء، الآية: ٣٤.