ومن أغرب ما شهدناه من الحقائق التي ذكرها القرآن حيال هذا المعنى الذي نحن بصدده، أننا ركبنا الباخرة مع جمع غفير أكثرهم من هذا النوع، ولما أبحرنا وسرنا شوطا بعيدا عصفت ريح شديدة وتلاطمت الأمواج وأحدثت رجة عنيفة في الباخرة فإذا أهل كل بلد يصرخ بشيخه الذي يعبده فيه من دون الله وقلنا هذا غرابة الدين، وحاولنا أن نذكرهم بخالق السماوات والأرض وقابلونا بالشتم والسب ولا حول ولا قوة إلا بالله. (١) هو أحمد بن علي بن إبراهيم الحسيني البدوي أبو البيان شهاب الدين أبو العباس صوفي ولد بفاس وطاف البلاد وأقام بمكة والمدينة ودخل مصر والشام والعراق وعظم شأنه في بلاد مصر وابتلي به الجهلة حتى عبدوه من دون الله وأشركوه بالله وأيقن أهل الإيمان أنه عبد من عباد الله ولد سنة ستة وتسعين وخمسمائة هجرية وتوفي سنة خمسة وسبعين وستمائة ودفن في طنطا. اهـ من معجم المألفين لعمر كحالة المجلد الأول ص ٣١٤. (٢) في الأصل الحاجات أو كلاهما فصح.